responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 145

فقد ازدوج في طينة الإنسان شائبتان،و اصطحب فيه سجيتان .و كل عبد مصحح نسبه إما إلى الملك،أو إلى آدم،أو إلى الشيطان.فالتائب قد أقام البرهان على صحة نسبه إلى آدم بملازمة حد الإنسان .و المصر على الطغيان مسجل على نفسه بنسب الشيطان فأما تصحيح النسب إلى الملائكة بالتجرد لمحض الخير فخارج عن حيز الإمكان،فإن الشر معجون مع الخير في طينة آدم عجنا محكما،لا يخلصه إلا إحدى النارين،نار الندم أو نار جهنم.فالإحراق بالنار ضروري في تخليص جوهر الإنسان من خبائث الشيطان، و إليك الآن اختيار أهون النارين،و المبادرة إلى أخف الشرين،قبل أن يطوى بساط الاختيار،و يساق إلى دار الاضطرار،إما إلى الجنة و إما إلى النار و إذا كانت التوبة موقعها من الدين هذا الموقع،وجب تقديمها في صدر ربع المنجيات بشرح حقيقتها ،و شروطها ،و سببها،و علامتها،و ثمرتها،و الآفات المانعة منها،و الأدوية الميسرة لها.و يتضح ذلك بذكر أربعة أركان.

الركن الأول:في نفس التوبة،و بيان حدها،و حقيقتها،و أنها واجبة على الفور،و على جميع الأشخاص،و في جميع الأحوال،و أنها إذا صحت كانت مقبولة الركن الثاني:فيما عنه التوبة،و هو الذنوب،و بيان انقسامها إلى صغائر و كبائر،و ما يتعلق بالعباد،و ما يتعلق بحق اللّه تعالى،و بيان كيفية توزع الدرجات و الدركات على الحسنات و السيئات،و بيان الأسباب التي بها تعظم الصغائر الركن الثالث:في بيان شروط التوبة و دوامها،و كيفية تدارك ما مضى من المظالم، و كيفية تكفير الذنوب،و بيان أقسام التائبين في دوام التوبة الركن الرابع:في السبب الباعث على التوبة،و كيفية العلاج في حل عقدة الإصرار من المذنبين و يتم المقصود بهذه الأركان الأربعة إن شاء اللّه عز و جل

الركن الأول في نفس التوبة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست