responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 144

>كتاب التّوبة< و هو الأول من ربع المنجيات من كتب إحياء علوم الدين >بسم اللّه الرّحمن الرّحيم< الحمد للّٰه الذي بتحميده يستفتح كل كتاب ،و بذكره يصدر كل خطاب،و بحمده يتنعم أهل النعيم في دار الثواب،و باسمه يتسلى الأشقياء و إن أرخى دونهم الحجاب،و ضرب بينهم و بين السعداء بسور له باب،باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب.و نتوب إليه توبة من يوقن أنه رب الأرباب،و مسبب الأسباب و نرجوه رجاء من يعلم أنه الملك الرحيم الغفور التواب .و نمزج الخوف برجائنا مزج من لا يرتاب أنه مع كونه غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب.و نصلّى على نبيه محمد صلّى اللّه عليه و سلم،و على آله و صحبه،صلاة تنقذنا من هول المطلع يوم العرض و الحساب،و تمهد لنا عند اللّه زلفى و حسن مآب أما بعد.فإن التوبة عن الذنوب بالرجوع إلى ستار العيوب و علام الغيوب،مبدأ طريق السالكين،و رأس مال الفائزين،و أول إقدام المريدين،و مفتاح استقامة المائلين، و مطلع الاصطفاء و الاجتباء للمقربين،و لأبينا آدم عليه الصلاة و السلام و على سائر الأنبياء أجمعين.و ما أجدر بالأولاد الاقتداء بالآباء و الأجداد،فلا غرو أن أذنب الآدمي و اجترم فهي سنشنة يعرفها من أخزم،و من أشبه أباه فما ظلم و لكن الأب إذا جبر بعد ما كسر عمر بعد أن هدم،فليكن النزوع إليه في كلا طرفي النفي و الإثبات،و الوجود و العدم.و لقد قرع آدم سن الندم،و تندم على ما سبق منه و تقدم.فمن اتخذه قدوة في الذنب دون التوبة فقد زلت به القدم.بل التجرد لمحض الخير دأب الملائكة المقربين،و التجرد للشر دون التلافى سجية الشياطين،و الرجوع إلى الخير بعد الوقوع في الشر ضرورة الآدميين.فالمتجرد للخير ملك مقرب عند الملك الديان،و المتجرد للشر شيطان،و المتلافى للشر بالرجوع إلى الخير بالحقيقة إنسان

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست