responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 130

و يرون إخفاء الفقير لما يأخذه منهم جناية عليهم و كفرانا.و ربما يحرصون على إنفاق المال في الحج،فيحجون مرة بعد أخرى،و ربما تركوا جيرانهم جياعا.و لذلك قال ابن مسعود:

في آخر الزمان يكثر الحاج بلا سبب،يهون عليهم السفر،و يبسط لهم في الرزق،و يرجعون محرومين مسلوبين،يهوى بأحدهم بعيره بين الرمال و القفار،و جاره مأسور إلى جنبه لا يواسيه و قال أبو نصر التمار:إن رجلا جاء يودع بشر بن الحارث،و قال قد عزمت على الحج،فتأمرنى بشيء؟فقال له كم أعددت للنفقة؟فقال ألفى درهم.قال بشر:فأي شيء تبتغي بحجك، تزهدا،أو اشتياقا إلى البيت،أو ابتغاء مرضاة اللّه؟قال ابتغاء مرضاة اللّه.قال فإن أصبت مرضاة اللّه تعالى و أنت في منزلك،و تنفق ألفى درهم،و تكون على يقين من مرضاة اللّه تعالى،أ تفعل ذلك؟قال نعم.قال اذهب فأعطها عشرة أنفس.مديون يقضى دينه،و فقير يرم شغثه،و معيل يغنى عياله،و مربي يتيم يفرحه.و إن قوى قلبك تعطيها واحدا فافعل فإن إدخالك السرور على قلب المسلم،و إغاثة اللهفان،و كشف الضر،و إعانة الضعيف أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام،قم فأخرجها كما أمرناك،و إلا فقل لنا ما في قلبك.فقال يا أبا نصر ،سفرى أقوى في قلبي.فتبسم بشر رحمه اللّه و أقبل عليه و قال له.المال إذا جمع من وسخ التجارات و الشبهات،اقتضت النفس أن تقضى به و طرا،فأظهرت الأعمال الصالحات و قد آلى اللّه على نفسه أن لا يقبل إلا عمل المتقين

و فرقة أخرى من أرباب الأموال اشتغلوا بها

،يحفظون الأموال و يمسكونها بحكم البخل،ثم يشتغلون بالعبادات البدنية التي لا يحتاج فيها إلى نفقة،كصيام النهار،و قيام الليل و ختم القرءان،و هم مغرورون.لأن البخل المهلك قد استولى على بواطنهم،فهو يحتاج إلى قمعه بإخراج المال.فقد اشتغل بطلب فضائل هو مستغن عنها و مثاله مثال من دخل في ثوبه حية،و قد أشرف على الهلاك،و هو مشغول بطبخ السكنجبين ليسكن به الصفراء و من قتلته الحية متى يحتاج إلى السكنجبين!و لذلك قيل لبشر:إن فلانا الغنى كثير الصوم و الصلاة.فقال:المسكين ترك حاله و دخل في حال غيره.و إنما حال هذا إطعام الطعام للجياع و الإنفاق على المساكين،فهذا أفضل له من تجويعه نفسه،و من صلاته لنفسه مع جمعه للدنيا و منعه للفقراء.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست