responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 129

و شاغلة قلوب المصلين،و مختطفة أبصارهم،و المقصود من الصلاة الخشوع و حضور القلب، و ذلك يفسد قلوب المصلين،و يحبط ثوابهم بذلك،و وبال ذلك كله يرجع إليه،و هو مع ذلك يغتر به و يرى أنه من الخيرات،و يعد ذلك وسيلة إلى اللّه تعالى،و هو مع ذلك قد تعرض لسخط اللّه تعالى،و هو يظن أنه مطيع له،و ممتثل لأمره،و قد شوش قلوب عباد اللّه بما زخرفه من المسجد،و ربما شوقهم به إلى زخارف الدنيا،فيشتهون مثل ذلك في بيوتهم،و يشتغلون بطلبه و وبال ذلك كله في رقبته،إذ المسجد للتواضع و لحضور القلب مع اللّه تعالى.

قال مالك بن دينار:أتى رجلان مسجدا فوقف أحدهما على الباب و قال:مثلى لا يدخل بيت اللّه.

فكتبه الملكان عند اللّه صديقا.فهكذا ينبغي أن تعظم المساجد.و هو أن يرى تلويث المسجد بدخوله فيه بنفسه جناية على المسجد لا أن يرى تلويث المسجد بالحرام أو بزخرف الدنيا منة على اللّه تعالى.و قال الحواريون للمسيح عليه السّلام:أنظر إلى هذا المسجد ما أحسنه!فقال أمّتى أمّتى،بحق أقول لكم،لا يترك اللّه من هذا المسجد حجرا قائما على حجر إلاّ أهلكه بذنوب أهله.إن اللّه لا يعبأ بالذهب و الفضة و لا بهذه الحجارة التي تعجبكم شيئا.و إن أحب الأشياء إلى اللّه تعالى القلوب الصالحة،بها يعمر اللّه الأرض،و بها يخرب إذا كانت على غير ذلك و قال أبو الدرداء:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«إذا زخرفتم مساجدكم و حلّيتم مصاحفكم فالدّمار عليكم»و قال الحسن:إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[2] لما أراد أن يبنى مسجد المدينة،أتاه جبريل عليه السّلام،فقال له ابنه سبعة أذرع طولا في السماء،لا تزخرفه و لا تنقشه.فغرور هذا من حيث إنه رأى المنكر معروفا و اتكل عليه

و فرقة أخرى ينفقون الأموال في الصدقات على الفقراء و المساكين

،و يطلبون به المحافل الجامعة،و من الفقراء من عادته الشكر و الإفشاء للمعروف ،و يكرهون التصدق في السر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست