responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 128

بذهنه المختصر،و خياله القاصر،و جدله المزخرف،و يصدق أيضا بما يحكى له من المكاشفات التي أخبر عنها أولياء اللّه.و من عظم غروره ربما أصر مكذبا بما يسمعه الآن،كما يكذب بما سمعه من قبل

الصنف الرابع أرباب الأموال .و المغترون منهم فرق

ففرقة منهم يحرصون على بناء المساجد،و المدارس

،و الرباطات،و القناطر ،و ما يظهر للناس كافة،و يكتبون أساميهم بالآجر عليها،ليتخلد ذكرهم،و يبقى بعد الموت أثرهم.و هم يظنون أنهم قد استحقوا المغفرة بذلك،و قد اغتروا فيه من وجهين:

أحدهما:أنهم يبنونها من أموال اكتسبوها من الظلم،و النهب،و الرشا،و الجهات المحظورة،فهم قد تعرضوا لسخط اللّه في كسبها،و تعرضوا لسخطه في؟؟؟؟؟؟؟؟ الواجب عليهم الامتناع عن كسبها.فإذا قد عصوا اللّه بكسبها،فالواجب عليهم التوبة و الرجوع إلى اللّه،وردها إلى ملاكها ،إما بأعيانها و إما برد بدلها عند العجز .فإن عجزوا عن الملاك كان الواجب ردها إلى الورثة،فإن لم يبق للمظلوم وارث،فالواجب صرفها إلى أهم المصالح،و ربما يكون الأهم التفرقة على المساكين،و هم لا يفعلون ذلك،خيفة من أن يظهر ذلك للناس.فيبنون الأبنية بالآجر،و غرضهم من بنائها الرياء و جلب الثناء، و حرصهم على بقائها لبقاء أسمائهم المكتوبة فيها،لا لبقاء الخير و الوجه الثاني:أنهم يظنون بأنفسهم الإخلاص و قصد الخير في الإنفاق على الأبنية، و لو كلف واحد منهم أن ينفق دينارا و لا يكتب اسمه على الموضع الذي أنفق عليه،لشق عليه ذلك و لم تسمح به نفسه،و اللّه مطلع عليه،كتب اسمه أو لم يكتب.و لو لا أنه يريد به وجه الناس لا وجه اللّه لما افتقر إلى ذلك

و فرقة أخرى ربما اكتسبت المال من الحلال

،و أنفقت على المساجد.و هي أيضا مغرورة من وجهين.أحدهما:الرياء و طلب الثناء،فإنه ربما يكون في جواره أو بلده فقراء،و صرف المال إليهم أهم،و أفضل،و أولى،من الصرف إلى بناء المساجد و زينتها و إنما يخف عليهم الصرف إلى المساجد ليظهر ذلك بين الناس و الثاني أنه يصرف إلى[1]زخرفة المسجد و تزيينه بالنقوش،التي هي منهي عنها ،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست