responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 125

التوكل،و ليس يدرى أن ذلك بدعة لم تنقل عن السلف و الصحابة،و قد كانوا أعرف بالتوكل منه،فما فهموا أن التوكل المخاطرة بالروح و ترك الزاد،بل كانوا يأخذون الزاد و هم متوكلون على اللّه تعالى لا على الزاد.و هذا ربما يترك الزاد و هو متوكل على سبب من الأسباب،واثق به .و ما من مقام من المقامات المنجيات إلا و فيه غرور،و قد اغتر به قوم.

و قد ذكرنا مداخل الآفات في ربع المنجيات من الكتاب،فلا يمكن إعادتها

و فرقة أخرى ضيقت على نفسها في أمر القوت

،حتى طلبت منه الحلال الخالص،و أهملوا تفقد القلب و الجوارح في غير هذه الخصلة الواحدة.و منهم من أهمل الحلال في مطعمه،و ملبسه، و مسكنه،و أخذ يتعمق في غير ذلك،و ليس يدرى المسكين أن اللّه تعالى لم يرض من عبده بطلب الحلال فقط،و لا يرضى بسائر الأعمال دون طلب الحلال،بل لا يرضيه إلا تفقد جميع الطاعات و المعاصي.فمن ظن أن بعض هذه الأمور يكفيه و ينجيه فهو مغرور

و فرقة أخرى ادعوا حسن الخلق،و التواضع

،و السماحة،فتصدوا لخدمة الصوفية، فجمعوا قوما و تكلفوا بخدمتهم،و اتخذوا ذلك شبكة للرئاسة و جمع المال.و إنما غرضهم التكبر، و هم يظهرون الخدمة و التواضع.و غرضهم الارتفاع،و هم يظهرون أن غرضهم الإرفاق و غرضهم الاستتباع،و هم يظهرون أن غرضهم الخدمة و التبعية .ثم إنهم يجمعون من الحرام و الشبهات ، و ينفقون عليهم،لتكثر أتباعهم،و ينشر بالخدمة اسمهم.و بعضهم يأخذ أموال السلاطين ينفق عليهم و بعضهم بأخذها لينفق في طريق الحج على الصوفية،و يزعم أن غرضه البر و الإنفاق.

و باعث جميعهم الرياء و السمعة.و آية ذلك إهمالهم لجميع أوامر اللّه تعالى عليهم ظاهرا و باطنا، و رضاهم بأخذ الحرام و الإنفاق منه.و مثال من ينفق الحرام في طريق الحج لإرادة الخير، كمن يعمر مساجد اللّه فيطينها بالعذرة،و يزعم أن قصده العمارة

و فرقة أخرى اشتغلوا بالمجاهدة،و تهذيب الأخلاق

،و تطهير النفس من عيوبها، و صاروا يتعمقون فيها،فاتخذوا البحث عن عيوب النفس و معرفة خدعها علما و حرفة،فهم في جميع أحوالهم مشغولون بالفحص عن عيوب النفس،و استنباط دقيق الكلام في آفاتها فيقولون هذا في النفس عيب،و الغفلة عن كونه عيبا عيب،و الالتفات إلى كونه عيبا عيب و يشغفون فيه بكلمات مسلسلة تضيع الأوقات في تلفيقها.و من جعل طول عمره في التفتيش

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست