responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 122

و الجاه،و لذة المباهاة و قهر الأقران و التقدم عليهم،يعمى عليه،حتى يغتر به مع نفسه، و يظن أنه مشغول بهمّ دينه

الصنف الثالث:المتصوفة، و ما أغلب الغرور عليهم!و المغترون منهم فرق كثيرة

ففرقة منهم و هم متصوفة أهل الزمان

إلاّ من عصمه اللّه،اغتروا بالزي و الهيئة و المنطق فساعدوا الصادقين من الصوفية في زيهم و هيئتهم،و في ألفاظهم ،و في آدابهم و مراسمهم و اصطلاحاتهم،و في أحوالهم الظاهرة في السماع،و الرقص،و الطهارة،و الصلاة،و الجلوس على السجادات مع إطراق الرأس،و إدخاله في الجيب كالمتفكر،و في تنفس الصعداء،و في خفض الصوت في الحديث إلى غير ذلك من الشمائل و الهيئات ،فلما تكلفوا هذه الأمور، و تشبهوا بهم فيها ظنوا أنهم أيضا صوفية و لم يتعبوا أنفسهم قط في المجاهدة،و الرياضة، و مراقبة القلب،و تطهير الباطن و الظاهر من الآثام الخفية و الجلية،و كل ذلك من أوائل منازل التصوف.و لو فرغوا عن جميعها لما جاز لهم أن يعدوا أنفسهم في الصوفية.كيف و لم يحوموا قط حولها،و لم يسوموا أنفسهم شيئا منها،بل يتكالبون على الحرام،و الشبهات و أموال السلاطين،و يتنافسون في الرغيف و الفلس،و الحبة،و يتحاسدون على النقير و القطمير،و يمزق بعضهم أعراض بعض مهما خالفه في شيء من غرضه،و هؤلاء غرورهم ظاهر.و مثالهم مثال امرأة عجوز،سمعت أن الشجعان و الأبطال من المقاتلين ثبتت أسماؤهم في الديوان،و يقطع لكل واحد منهم قطر من أقطار المملكة،فتاقت نفسها إلى أن يقطع لها مملكة،فلبست درعا ،و وضعت على رأسها مغفرا،و تعلمت من رجز الأبطال أبياتا و تعودت إيراد تلك الأبيات بنغماتهم حتى تيسرت عليها،و تعلمت كيفية تبخترهم في الميدان و كيف تحريكهم الأيدي،و تلقفت جميع شمائلهم في الزي،و المنطق،و الحركات،و السكنات ثم توجهت إلى المعسكر ليثبت اسمها في ديوان الشجعان.فلما وصلت إلى المعسكر أنفذت إلى ديوان العرض،و أمر بأن تجرد عن المغفر و الدرع و ينظر ما تحته،و تمتحن بالمبارزة مع بعض الشجعان،ليعرف قدر عنائها في الشجاعة.فلما جردت عن المغفر و الدرع،فإذا هي عجوزة ضعيفة زمنة،لا تطيق حمل الدرع و المغفر،فقيل لها:أ جئت للاستهزاء بالملك، و للاستخفاف بأهل حضرته و التلبيس عليهم؟خذوها فألقوها قدام الفيل لسخفها.فألقيت

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست