responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 121

أو فضلان ،أحدهما يضيق وقته و الآخر يتسع وقته.فإن لم يحفظ الترتيب فيه،كان مغرورا و نظائر ذلك أكثر من أن تخصى.فإن المعصية ظاهرة،و الطاعة ظاهرة .و إنما الغامض تقديم بعض الطاعات على بعض كتقديم الفرائض كلها على النوافل.و تقديم فروض الأعيان على فروض الكفايات،و تقديم فرض كفاية لا قائم به على ما قام به غيره،و تقديم الأهم من فروض الأعيان على ما دونه،و تقديم ما يفوت على ما لا يفوت.و هذا كما يجب تقديم حاجة الوالدة على حاجة الوالد،إذ سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]فقيل له:من أبر يا رسول اللّه؟قال«أمّك»قال ثم من؟قال«أمّك»قال ثم من؟قال«أمّك»قال ثم من؟قال «أباك»قال ثم من؟قال«أدناك فأدناك»فينبغي أن يبدأ في الصلة بالأقرب.فإن استويا فبالأحوج،فإن استويا فبالأتقى و الأورع و كذلك من لا يفي ماله بنفقة الوالدين و الحج،فربما يحج و هو مغرور.بل ينبغي أن يقدم حقهما على الحج.و هذا من تقديم فرض أهم على فرض هو دونه و كذلك إذا كان على العبد ميعاد،و دخل وقت الجمعة،فالجمعة تفوت،و الاشتغال بالوفاء بالوعد معصية،و إن كان هو طاعة في نفسه:و كذلك قد تصيب ثوبه النجاسة، فيغلظ القول على أبويه و أهله بسبب ذلك،فالنجاسة محذورة،و إيذاؤهما محذور، و الحذر من الإيذاء أهم من الحذر من النجاسة و أمثلة تقابل المحذورات و الطاعات لا تنحصر.و من ترك الترتيب في جميع ذلك فهو مغرور.و هذا غرور في غاية الغموض،لأن المغرور فيه في طاعة،إلا أنه لا يفطن لصيرورة الطاعة معصية،حيث ترك بها طاعة واجبة هي أهم منها و من جملته الاشتغال بالمذهب و الخلاف من الفقه،في حق من بقي عليه شغل من الطاعات و المعاصي الظاهرة و الباطنة،المتعلقة بالجوارح،و المتعلقة بالقلب،لأن مقصود الفقه معرفة ما يحتاج إليه غيره في حوائجه،فمعرفة ما يحتاج هو إليه في قلبه أولى به.إلا أن حب الرئاسة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست