responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 120

الرئاسة،و يؤثر الخلوة و العزلة،و هو مع ذلك مغرور،إذ يتطاول بذلك على الأغنياء، و يخشن معهم الكلام،و ينظر إليهم بعين الاستحقار،و يرجو لنفسه أكثر مما يرجو لهم،و يعجب بعمله،و يتصف بجملة من خبائث القلوب و هو لا يدرى.و ربما يعطى المال فلا يأخذه،خيفة من أن يقال بطل زهده.و لو قيل له إنه حلال فخذه في الظاهر ورده في الخفية،لم تسمح به نفسه،خوفا من ذم الناس.فهو راغب في حمد الناس،و هو من ألذ أبواب الدنيا،و يرى نفسه أنه زاهد في الدنيا،و هو مغرور.و مع ذلك فربما لا يخلو من توقير الأغنياء،و تقديمهم على الفقراء،و الميل إلى المريدين له ،و المثنين عليه،و النفرة عن المائلين إلى غيره من الزهاد.و كل ذلك خدعة و غرور من الشيطان،نعوذ باللّه منه و في العباد من يشدّد على نفسه في أعمال الجوارح،حتى ربما يصلّى في اليوم و الليلة مثلا ألف ركعة،و يختم القرءان،و هو في جميع ذلك لا يخطر له مراعاة القلب و تفقده و تطهيره من الرياء،و الكبر،و العجب،و سائر المهلكات،فلا يدرى أن ذلك مهلك و إن علم ذلك فلا يظن بنفسه ذلك،و إن ظن بنفسه ذلك توهم أنه مغفور له لعمله الظاهر، و أنه غير مؤاخذ بأحوال القلب.و إن توهم فيظن أن العبادات الظاهرة تترجح بها كفة حسناته،و هيهات.و ذرة من ذي تقوى،و خلق واحد من أخلاق الأكياس،أفضل من أمثال الجبال عملا بالجوارح.ثم لا يخلو هذا المغرور مع سوء خلقه مع الناس،و خشونته، و تلوث باطنه،عن الرياء و حب الثناء.فإذا قيل له أنت من أوتاد الأرض،و أولياء اللّه و أحبابه فرح المغرور،بذلك،و صدق به،و زاده ذلك غرورا،و ظن أن تزكية الناس له دليل على كونه مرضيا عند اللّه،و لا يدرى أن ذلك لجهل الناس بخبائث باطنه

و فرقة أخرى:حرصت على النوافل

،و لم يعظم اعتدادها بالفرائض،ترى أحدهم يفرح بصلاة الضحى،و بصلاة الليل،و أمثال هذه النوافل ،و لا يجد للفريضة لذة و لا يشتد حرصه على المبادرة بها في أول الوقت و ينسى قوله صلّى اللّه عليه و سلم فيما يرويه عن ربه[1] «ما تقرّب المتقرّبون إلىّ بمثل أداء ما افترضت عليهم »و ترك الترتيب بين الخيرات من جملة الشرور.بل قد يتعين على الإنسان فرضان،أحدهما يفوت و الآخر لا يفوت،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست