responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 119

و إذا باشر منكرا ورد عليه غضب و قال:أنا المحتسب،فكيف تنكر على!و قد يجمع الناس إلى مسجده،و من تأخر عنه أغلظ القول عليه،و إنما غرضه الرياء و الرئاسة.و لو قام بتعهد المسجد غيره لحرد عليه.بل منهم من يؤذن و يظن أنه يؤذن للّٰه،و لو جاء غيره و أذن في وقت غيبته قامت عليه القيامة،و قال لم آخذ حقى،و زوحمت على مرتبتى.و كذلك قد يتقلد إمامة مسجد،و يظن أنه على خير،و إنما غرضه أن يقال إنه إمام المسجد،فلو تقدم غيره و إن كان أورع و أعلم منه ثقل عليه

و فرقة أخرى:جاوروا بمكة أو المدينة

،و اغتروا بمكة،و لم يراقبوا قلوبهم،و لم يطهروا ظاهرهم و باطنهم ،فقلوبهم معلقة ببلادهم،ملتفتة إلى قول من يعرفه إن فلانا مجاور بذلك و تراه يتحدى و يقول:قد جاورت بمكة كذا كذا سنة.و إذا سمع أن ذلك قبيح،ترك صريح التحدي،و أحب أن يعرفه الناس بذلك.ثم إنه قد يجاور،و يمد عين طمعه إلى أوساخ أموال الناس،و إذا جمع من ذلك شيئا شح به و أمسكه،و لم تسمح نفسه بلقمة يتصدق بها على فقير،فيظهر فيه الرياء،و البخل،و الطمع،و جملة من المهلكات كان عنها بمعزل لو ترك المجاورة.و لكن حب المحمدة،و أن يقال إنه من المجاورين،ألزمه المجاورة مع التضمخ بهذه الرذائل.فهو أيضا مغرور.و ما من عمل من الأعمال،و عبادة من العبادات،إلا و فيها آفات.فمن لم يعرف مداخل آفاتها و اعتمد عليها،فهو مغرور.و لا يعرف شرح ذلك إلا من جملة كتب إحياء علوم الدين،فيعرف مداخل الغرور في الصلاة من كتاب الصلاة، و في الحج من كتاب الحج،و الزكاة و التلاوة و سائر القربات من الكتب التي رتبناها فيها و إنما الغرض الآن الإشارة إلى مجامع ما سبق في الكتب.

و فرقة أخرى:زهدت في
المال

،و قنعت من اللباس و الطعام بالدون ،و من المسكن بالمساجد ،و ظنت أنها أدركت رتبة الزهاد.و هو مع ذلك راغب في الرئاسة و الجاه،إما بالعلم أو بالوعظ،أو بمجرد الزهد،فقد ترك أهون الأمرين،و باء بأعظم المهلكين.فإن الجاه أعظم من المال،و لو ترك الجاه و أخذ المال كان إلى السلامة أقرب.فهذا مغرور،إذ ظن أنه من الزهاد في الدنيا،و هو لم يفهم معنى الدنيا،و لم يدرى أن منتهى لذاتها الرئاسة،و أن الراغب فيها لا بد و أن يكون منافقا،و حسودا،و متكبرا،و مرائيا و متصفا بجميع خبائث الأخلاق.نعم:و قد يترك

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست