responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 115

الباطن.نعم:القاضي في الدنيا لا يطلع على القلوب و الأغراض،فينظر إلى الإبراء الظاهر و أنها لم تكره بسبب ظاهر.و الإكراه الباطن ليس يطلع الخلق عليه.و لكن مهما تصدى القاضي الأكبر في صعيد القيامة للقضاء،لم يكن هذا محسوبا و لا مفيدا في تحصيل الإبراء و لذلك لا يحل أن يؤخذ مال إنسان إلا بطيب نفس منه.فلو طلب من الإنسان مالا على ملأ من الناس،فاستحيا من الناس أن لا يعطيه،و كان يود أن يكون سؤاله في خلوة حتى لا يعطيه،و لكن خاف ألم مذمة الناس،و خاف ألم تسليم المال و ردد نفسه بينهما فاختار أهون الألمين و هو ألم التسليم فسلمه،فلا فرق بين هذا و بين المصادرة.إذ معنى المصادرة إيلام البدن بالصوت،حتى يصير ذلك أقوى من ألم القلب ببذل المال،فيختار أهون الألمين.و السؤال في مظنة الحياء و الرياء ضرب للقلب بالسوط و لا فرق بين ضرب الباطن و ضرب الظاهر عند اللّه تعالى،فإن الباطن عند اللّه تعالى ظاهر.و إنما حاكم الدنيا هو الذي يحكم بالملك بظاهر قوله و هبت،لأنه لا يمكنه الوقوف على ما في القلب و كذلك من يعطى اتقاء لشر لسانه،أو لشر سعايته،فهو حرام عليه و كذلك كل مال يؤخذ على هذا الوجه فهو حرام.أ لا ترى ما جاء في قصة داود عليه السّلام حيث قال بعد أن غفر له:يا رب،كيف لي بخصمى فأمر بالاستحلال منه،و كان ميتا، فأمر بندائه في صخرة بيت المقدس،فنادى يا أوريا،فأجابه لبيك يا نبي اللّه،أخرجتنى من الجنة،فما ذا تريد؟فقال إنى أسأت إليك في أمر فهبه لي.قال قد فعلت ذلك يا نبي اللّه.

فانصرف و قد ركن إلى ذلك،فقال له جبريل عليه السّلام:هل ذكرت له ما فعلت؟قال لا قال فارجع فبين له.فرجع فناداه فقال:لبيك يا نبي اللّه،فقال إنى أذنبت إليك ذنبا،قال ألم أهبه لك؟قال ألا تسألني ما ذلك الذنب؟قال ما هو يا نبي اللّه؟قال كذا و كذا،و ذكر شأن المرأة.فانقطع الجواب.فقال يا أوريا،ألا تجيبني؟قال يا نبي اللّه ما هكذا يفعل الأنبياء حتى أقف معك بين يدي اللّه.فاستقبل داود البكاء و الصراخ من الرأس،حتى وعده اللّه أن يستوهبه منه في الآخرة.فهذا ينبهك أن الهبة من غير طيبة قلب لا تفيد،و أن طيبة القلب لا تحصل إلا بالمعرفة.فكذلك طيبة القلب لا تكون في الإبراء و الهبة و غيرهما،إلا إذا خلى الإنسان و اختياره،حتى تنبعث الدواعي من ذات نفسه،لا أن تضطر بواعثه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست