responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 111

و لا يصغى،و لا يضبط،و ربما يشتغل بحديث أو نسخ.و الشيخ الذي يقرأ عليه لو صحف و غيّر ما يقرأ عليه لم يشعر به،و لم يعرفه و كل ذلك جهل و غرور إذ الأصل في الحديث أن يسمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،فيحفظه كما سمعه،و يرويه كما حفظه.فتكون الرواية عن الحفظ،و الحفظ عن السماع،فإن عجزت عن سماعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، سمعته من الصحابة أو التابعين ،و صار سماعك عن الراوي كسماع من سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،و هو أن تصغي لتسمع.فتحفظ و تروى كما حفظت،و تحفظ كما سمعت بحيث لا تغير منه حرفا.و لو غير غيرك منه حرفا و أخطأ علمت خطأه و لحفظك طريقان:أحدهما أن تحفظ بالقلب،و تستديمه بالذكر و التكرار،كما تحفظ ما جرى على سمعك في مجاري الأحوال.و الثاني أن تكتب كما تسمع و تصحح المكتوب و تحفظه،حتى لا تصل إليه يد من يغيره،و يكون حفظك للكتاب معك و في خزانتك فإنه لو امتدت إليه يد غيرك ربما غيره.فإذا لم تحفظه لم تشعر بتغييره.فيكون محفوظا بقلبك أو بكتابك،فيكون كتابك مذكرا لما سمعته،و تأمن فيه من التغيير و التحريف.فإذا لم تحفظ لا بالقلب و لا بالكتاب،و جرى على سمعك صوت غفل ،و فارقت المجلس،ثم رأيت نسخة لذلك الشيخ،و جوزت أن يكون ما فيه مغيرا،أو يفارق حرف منه للنسخة التي سمعتها لم يجز لك أن تقول سمعت هذا الكتاب.فإنك لا تدري لعلك لم تسمع ما فيه،بل سمعت شيئا يخالف ما فيه و لو في كلمة.فإذا لم يكن معك حفظ بقلبك،و لا نسخة صحيحة استوثقت عليها لتقابل بها،فمن أين تعلم أنك سمعت ذلك؟و قد قال اللّه تعالى وَ لاٰ تَقْفُ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [1]و قول الشيوخ كلهم في هذا الزمان :إنا سمعنا ما في هذا الكتاب،إذا لم يوجد الشرط الذي ذكرناه،فهو كذب صريح .و أقل شروط السماع أن يجرى الجميع على السمع،مع نوع من الحفظ يشعر معه بالتغيير.و لو جاز أن يكتب سماع الصبي،و الغافل،و النائم،و الذي ينسخ.لجاز أن يكتب سماع المجنون،و الصبي في المهد.ثم إذا بلغ الصبي،و أفاق المجنون، يسمع عليه.و لا خلاف في عدم جوازه.و لو جاز ذلك لجاز أن يكتب سماع الجنين في البطن فإن كان لا يكتب سماع الصبي في المهد،لأنه لا يفهم و لا يحفظ،فالصبي الذي يلعب،


[1] الاسراء:39

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست