responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 107

الرمان من الغضب،فقال«أ لهذا بعثتم أ بهذا أمرتم أن تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعض انظروا إلى ما أمرتم به فاعلموا و ما نهيتم عنه فانتهوا»فقد زجرهم عن ذلك، و كانوا أولى خلق اللّه بالحجاج و الجدال.ثم إنهم رأوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قد بعث إلى كافة أهل الملل ،فلم يقعد معهم في مجلس مجادلة لإلزام،و إفحام،و تحقيق حجة و دفع سؤال،و إيراد إلزام.فما جادلهم إلا بتلاوة القرءان المنزل عليهم.و لم يزد في المجادلة عليه لان ذلك يشوش القلب،و يستخرج منها الإشكالات و الشبه ثم لا يقدر على محوها من قلوبهم.و ما كان يعجز عن مجادلتهم بالتقسيمات و دقائق الأقيسة،و أن يعلم أصحابه كيفية الجدل و الإلزام.و لكن الأكياس و أهل الحزم لم يغتروا بهذا،و قالوا لو نجا أهل الأرض و هلكنا لم تنفعنا نجاتهم،و لو نجونا و هلكوا لم يضرنا هلاكهم،و ليس علينا في المجادلة أكثر مما كان على الصحابة مع اليهود،و النصارى،و أهل الملل،و ما ضيعوا العمر بتحرير مجادلاتهم،فما لنا نضيع العمر و لا نصرفه إلى ما ينفعنا في يوم فقرنا و فاقتنا؟و لم نخوض فيما لا نأمن على أنفسنا الخطأ في تفاصيله؟ثم نرى أن المبتدع ليس يترك بدعته بجداله.بل يزيده التعصب و الخصومة تشددا في بدعته.فاشتغالى بمخاصمة نفسي و مجادلتها،و مجاهدتها لتترك الدنيا للآخرة أولى.هذا لو كنت لم أنه عن الجدل و الخصومة،فكيف و قد نهيت عنه! و كيف أدعو إلى السنة بترك السنة!فالأولى أن أتفقد نفسي،و أنظر من صفاتها ما يبغضه اللّه تعالى و ما يحبه،لأتنزه عما يبغضه و أتمسك بما يحبه .

و فرقة أخرى اشتغلوا بالوعظ و التذكير.

و أعلاهم رتبة من يتكلم في أخلاق النفس و صفات القلب،من الخوف،و الرجاء،و الصبر،و الشكر،و التوكل،و الزهد،و اليقين و الإخلاص،و الصدق و نظائره،و هم مغرورون،يظنون بأنفسهم أنهم إذا تكلموا بهذه الصفات،و دعوا الخلق إليها،فقد صاروا موصوفين بهذه الصفات،و هم منفكون عنها عند اللّه،إلاّ عن قدر يسير لا ينفك عنه عوام المسلمين.و غرور هؤلاء أشد الغرور لأنهم يعجبون بأنفسهم غاية الإعجاب،و يظنون أنهم ما تبحروا في علم المحبة إلا و هم محبون للّٰه،و ما قدروا على تحقيق دقائق الإخلاص إلا و هم مخلصون،و ما وقفوا على خفايا عيوب النفس إلا و هم عنها منزهون.و لو لا أنه مقرب عند اللّه لما عرفه معنى القرب،و البعد،و علم السلوك

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست