responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 106

باللّه و بصفاته منهم،و أنه لا إيمان لمن لم يعتقد مذهبهم،و لم يتعلم علمهم.و دعت كل فرقة منهم إلى نفسها.ثم هم فرقتان ضالة و محقة،فالضالة هي التي تدعو إلى غير السنة،و المحقة هي التي تدعو إلى السنة،و الغرور شامل لجميعهم.أما الضالة فلغفلتها عن ضلالها،و ظنها بنفسها النجاة.و هم فرق كثيرة،يكفر بعضهم بعضا.و إنما أتيت من حيث إنها لم تتهم رأيها،و لم تحكم أولا شروط الأدلة و منهاجها،فرأى أحدهم الشبهة دليلا،و الدليل شبهة

و أما الفرقة المحقة

،فإنما اغترارها من حيث إنها ظنت بالجدل أنه أهم الأمور،و أفضل القربات في دين اللّه،و زعمت أنه لا يتم لأحد دينه ما لم يفحص و يبحث،و أن من صدق اللّه و رسوله من غير بحث و تحرير دليل فليس بمؤمن ،أو ليس كامل الإيمان،و لا مقرب عند اللّه.فلهذا الظن الفاسد قطعت أعمارها في تعلم الجدل،و البحث عن المقالات و هذيانات المبتدعة و مناقضاتهم،و أهملوا أنفسهم و قلوبهم،حتى عميت عليهم ذنوبهم و خطاياهم الظاهرة و الباطنة ،و أحدهم يظن أن اشتغاله بالجدل أولى و أقرب عند اللّه و أفضل،و لكنه لالتذاذه بالغلبة،و الإفحام،و لذة الرئاسة،و عز الانتماء إلى الذب عن دين اللّه تعالى،عميت بصيرته فلم يلتفت إلى القرن الأوّل.فإن النبي صلّى اللّه عليه و سلم شهد لهم بأنهم خير الخلق،و أنهم قد أدركوا كثيرا من أهل البدع و الهوى،فما جعلوا أعمارهم و دينهم غرضا للخصومات و المجادلات،و ما اشتغلوا بذلك عن تفقد قلوبهم و جوارحهم و أحوالهم،بل لم يتكلموا فيه إلا من حيث رأوا حاجة ،و توسموا مخايل قبول،فذكروا بقدر الحاجة ما يدل الضال على ضلالته و إذا رأوا مصرا على ضلالة هجروه و أعرضوا عنه،و أبغضوه في اللّه،و لم يلزموا الملاحاة معه طول العمر.بل قالوا إن الحق هو الدعوة إلى السنة،و من السنة ترك الجدل في الدعوة إلى السنة.إذ روى أبو إمامة الباهلي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال[1]«ما ضلّ قوم قط بعد هدى كانوا عليه إلاّ أوتوا الجدل»[2]و خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوما على أصحابه و هم يتجادلون و يختصمون،فغضب عليهم حتى كأنه فقئ في وجهه حب

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست