responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 105

و المال في طريق اللّه آلة،و البدن مركب.و إنما العلم المهم هو معرفة سلوك الطريق،و قطع عقبات القلب التي هي الصفات المذمومة،فهي الحجاب بين العبد و بين اللّه تعالى.و إذا مات ملوثا بتلك الصفات كان محجوبا عن اللّه.فمثاله في الاقتصار على علم الفقه،مثال من اقتصر من سلوك طريق الحج على علم خرز الراوية و الخف،و لا شك في أنه لو لم يكن لتعطل الحج ،و لكن المقتصر عليه ليس من الحج في شيء،و لا بسبيله.و قد ذكرنا شرح ذلك في كتاب العلم .و من هؤلاء من اقتصر من علم الفقه على الخلافيات،و لم يهمه إلا تعلم طريق المجادلة،و الإلزام،و إفحام الخصوم،و دفع الحق،لأجل الغلبة و المباهاة،فهو طول الليل و النهار في التفتيش عن مناقضات أرباب المذاهب،و التفقد لعيوب الأقران و التلقف لأنواع التسبيبات المؤذية،و هؤلاء هم سباع الإنس،طبعهم الإيذاء،و همهم السفه و لا يقصدون العلم إلا لضرورة ما يلزمهم لمباهاة الأقران،فكل علم لا يحتاجون إليه في المباهاة كعلم القلب،و علم سلوك الطريق إلى اللّه تعالى.بمحو الصفات المذمومة،و تبديلها بالمحمودة،فإنهم يستحقرونه،و يسمونه التزويق و كلام الوعاظ.و إنما التحقيق عندهم معرفة تفاصيل العربدة التي تجرى بين المتصارعين في الجدل.و هؤلاء قد جمعوا ما جمعه الذين من قبلهم في علم الفتاوى،لكن زادوا إذ اشتغلوا بما ليس من فروض الكفايات أيضا،بل جميع دقائق الجدل في الفقه بدعة لم يعرفها السلف.و أما أدلة الأحكام فيشتمل عليها علم المذهب و هو كتاب اللّه و سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،و فهم معانيهما.و أما حيل الجدل من الكسر،و القلب،و فساد الوضع و التركيب و التعدية،فإنما أبدعت لإظهار الغلبة و الإفحام،و إقامة سوق الجدل بها.فغرور هؤلاء أشد كثيرا و أقبح من غرور من قبلهم

و فرقة أخرى اشتغلوا بعلم الكلام و المجادلة في الأهواء

،و الرد على المخالفين ،و تتبع مناقضاتهم،و استكثروا من معرفة المقالات المختلفة،و اشتغلوا بتعلم الطرق في مناظرة أولئك و إفحامهم،و افترقوا في ذلك فرقا كثيرة،و اعتقدوا أنه لا يكون لعبد عمل إلا بإيمان و لا يصح إيمان إلا بأن يتعلم جدلهم،و ما سموه أدلة عقائدهم.و ظنوا أنه لا أحد أعرف

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست