responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 104

الاستحاضة،و بتكرار ذلك ليلا و نهارا،مع علمه بأنه رجل لا يحيض و لا يستحاض، و لكن يقول.ربما تقع علة الاستحاضة لامرأة و تسألني عن ذلك .و ذلك غاية الغرور.

فكذلك المتفقه المسكين،قد يسلط عليه حب الدنيا،و اتباع الشهوات،و الحسد، و الكبر،و الرياء،و سائر المهلكات الباطنة،و ربما يختطفه الموت قبل التوبة و التلافى ،فيلقى اللّه و هو عليه غضبان،فترك ذلك كله و أشتغل بعلم السلم،و الإجارة،و الظهار،و اللعان، و الجراحات،و الديات،و الدعاوي،و البينات،و بكتاب الحيض،و هو لا يحتاج إلى شيء من ذلك قط في عمره لنفسه،و إذا احتاج غيره كان في المفتين كثرة،فيشتغل بذلك و يحرص عليه لما فيه من الجاه،و الرئاسة،و المال،و قد دهاه الشيطان و ما يشعر،إذ يظن المغرور بنفسه أنه مشغول بفرض دينه،و ليس يدرى أن الاشتغال بفرض الكفاية قبل الفراغ من فرض العين معصية:و هذا لو كانت نيته صحيحة كما قال،و قد كان قصد بالفقه وجه اللّه تعالى.فإنه و إن قصد وجه اللّه فهو باشتغاله به معرض عن فرض عينه في جوارحه و قلبه، فهذا غروره من حيث العمل و أما غروره من حيث العلم،فحيث اقتصر على علم الفتاوى،و ظن أنه علم الدين،و ترك علم كتاب اللّه و سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.و ربما طعن.في المحدثين،و قال إنهم نقلة أخبار،و حملة أسفار لا يفقهون،و ترك أيضا علم تهذيب الأخلاق،و ترك الفقه عن اللّه تعالى بإدراك جلاله و عظمته،و هو العلم الذي يورث الخوف،و الهيبة،و الخشوع،و يحمل على التقوى.فتراه آمنا من اللّه،مغترا به،متكلا على أنه لا بد و أن يرحمه،فإنه قوام دينه و إنه لو لم يشتغل بالفتاوى لتعطل الحلال و الحرام.فقد ترك العلوم التي هي أهم،و هو غافل مغرور.و سبب غروره ما سمع في الشرع من تعظيم الفقه،و لم يدر أن ذلك الفقه هو الفقه عن اللّه،و معرفة صفاته المخوفة و المرجوة،ليستشعر القلب الخوف و يلازم التقوى،إذ قال تعالى فَلَوْ لاٰ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُم ْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [1]و الذي يحصل به الإنذار غير هذا العلم.فإن مقصود هذا العلم حفظ الأموال بشروط المعاملات،و حفظ الأبدان بالأموال و بدفع القتل و الجراحات


[1] التوبة:122

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست