responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 102

ثناء عليه،و أشد إصغاء إليه،و أحرص على خدمته،و لعلهم يستفيدون منه،و يرغبون في العلم،و هو يظن أن قبولهم له لإخلاصه و صدقه،و قيامه بحق علمه،فيحمد اللّه تعالى على ما يسّر على لسانه من منافع خلقه،و يرى أن ذلك مكفر لذنوبه،و لم يتفقد مع نفسه تصحيح النية فيه.و عساه لو وعد بمثل ذلك الثواب في إيثاره الخمول،و العزلة،و إخفاء العلم لم يرغب فيه،لفقده في العزلة،و لاختفاء لذة القبول و عزة الرئاسة و لعل مثل هذا هو المراد بقول الشيطان:من زعم من بني آدم أنه بعلمه امتنع منى، فبجهله وقع في حبائلى .و عساه يصنف و يجتهد فيه،ظانا أنه يجمع علم اللّه لينتفع به،و إنما يريد به استطارة اسمه بحسن التصنيف.فلو ادعى مدع تصينفه،و محا عنه اسمه،و نسبه إلى نفسه،ثقل عليه ذلك،مع علمه بأن ثواب الاستفادة من التصنيف إنما يرجع إلى المصنف، و اللّه يعلم بأنه هو المصنف لا من ادعاه.و لعله في تصنيفه لا يخلو من الثناء على نفسه إما صريحا بالدعاوى الطويلة العريضة،و إما ضمنا بالطعن في غيره،ليستبين من طعنه في غيره أنه أفضل ممن طعن فيه،و أعظم منه علما.و لقد كان في غنية عن الطعن فيه و لعله يحكى من الكلام المزيف ما يزيد تزييفه،فيعزيه إلى قائله،و ما يستحسنه فلعله لا يعزيه إليه ليظن أنه من كلامه،فينقله بعينه كالسارق له،أو يغيره أدنى تغيير،كالذي يسرق قميصا فيتخذه قباء حتى لا يعرف أنه مسروق.و لعله يجتهد في تزيين ألفاظه،و تسجيعه و تحسين نظمه،كيلا بنسب إلى الركاكة ،و يرى أن غرضه ترويج الحكمة و تحسينها و تزيينها،ليكون أقرب إلى نفع الناس،و عساه غافلا عما روى أن بعض الحكماء وضع ثلاثمائة مصحف في الحكمة، فأوحى اللّه إلى نبي زمانه قل له قد ملأت الأرض نفاقا،و إنى لا أقبل من نفاقك شيئا و لعل جماعة من هذا الصنف من المغترين إذا اجتمعوا،ظن كل واحد بنفسه السلامة عن عيوب القلب و خفاياه،فلو افترقوا و اتبع كل واحد منهم فرقة من أصحابه،نظر كل واحد إلى كثرة من يتبعه،و أنه أكثر تبعا أو غيره،فيفرح إن كان أتباعه أكثر،و إن علم أن غيره أحق بكثرة الأتباع منه.ثم إذا تفرقوا و اشتغلوا بالإفادة تغايروا و تحاسدوا و لعل من يختلف إلى واحد منهم إذا انقطع عنه إلى غيره،ثقل على قلبه،و وجد في نفسه نفرة منه،فبعد ذلك لا يهتز باطنه لإكرامه،و لا يتشمر لقضاء حوائجه كما كان يتشمر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست