responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 100

هيهات.إنما ذلك عند الطمع في مالهم.فأما أنت فغرضك أن تشفع للمسلمين،و تدفع الضرر عنهم و تدفع شر أعدائك عن نفسك و اللّه يعلم من باطنه أنه لو ظهر لبعض أقرانه قبول عند ذلك السلطان،فصار يشفعه في كل مسلم،حتى دفع الضرر عن جميع المسلمين،ثقل ذلك عليه و لو قدر على أن يقبح حاله عند السلطان بالطعن فيه،و الكذب عليه لفعل و كذلك قد ينتهى غرور بعضهم إلى أن يأخذ من مالهم،و إذا خطر له أنه حرام، قال له الشيطان:هذا مال لا مالك له،و هو لمصالح المسلمين،و أنت إمام المسلمين و عالمهم و بك قوام الدين،أ فلا يحل لك أن تأخذ قدر حاجتك؟فيغتر بهذا التلبيس في ثلاثة أمور أحدها:في أنه مال لا مالك له،فإنه يعرف أنه يأخذ الخراج من المسلمين و أهل السواد،و الذين أخذ منهم أحياء،و أولادهم و ورثتهم أحياء.و غاية الأمر وقوع الخلط في أموالهم.و من غصب مائة دينار من عشرة أنفس و خلطها،فلا خلاف في أنه مال حرام.و لا يقال هو مال لا مالك له،و يجب أن يقسم بين العشرة،و يرد إلى كل واحد عشرة،و إن كان مال كل واحد قد اختلط بالآخر الثاني:في قوله.إنك من مصالح المسلمين،و بك قوام الدين،و لعل الذين فسد دينهم و استحلوا أموال السلاطين،و رغبوا في طلب الدنيا،و الإقبال على الرئاسة،و الإعراض عن الآخرة بسببه،أكثر من الذين زهدوا في الدنيا و رفضوها،و أقبلوا على اللّه.فهو على التحقيق دجال الدين،و قوام مذهب الشياطين لا إمام الدين إذ الإمام هو الذي يقتدى به في الإعراض عن الدنيا،و الإقبال على اللّه،كالأنبياء عليهم السلام،و الصحابة،و علماء السلف.و الدجال هو الذي يقتدى به في الإعراض عن اللّه،و الإقبال على الدنيا.فلعل موت هذا أنفع للمسلمين من حياته.و هو يزعم أنه قوام الدين.و مثله كما قال المسيح عليه السلام للعالم السوء.إنه كصخرة وقعت في فم الوادي،فلا هي تشرب الماء،و لا هي تترك الماء يخلص إلى الزرع .و أصناف غرور أهل العلم في هذه الأعصار المتأخرة خارجة عن الحصر،و فيما ذكرناه تنبيه بالقليل؟؟؟ على الكثير

و فرقة أخرى.أحكموا العلم،و طهروا الجوارح

،و زينوها بالطاعات،و اجتنبوا ظواهر المعاصي ،و تفقدوا أخلاق النفس و صفات القلب،من الرياء،و الحسد،و الحقد،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست