responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 98

لا يخلو عن لذة،كثنائه عليه بأنه طويل القامة،أبيض اللون.فإن هذا نوع كمال،و لكن النفس تغفل عنه،فتخلو عن لذته:فإذا استشعرته لم يخل حدوث الشعور عن حدوث لذة و إن كان ذلك الوصف مما يتطرق إليه الشك،فاللذة فيه أعظم:كالثناء عليه بكمال العلم أو كمال الورع،أو بالحسن المطلق،فإن الإنسان ربما يكون شاكا في كمال حسنه،و في كمال علمه،و كمال ورعه،و يكون مشتاقا إلى زوال هذا الشك،بأن يصير مستيقنا لكونه عديم النظير في هذه الأمور ،إذ تطمئن نفسه إليه.فإذا ذكره غيره،أورث ذلك طمأنينة و ثقة باستشعار ذلك الكمال،فتعظم لذته و إنما تعظم اللذة بهذه العلة مهما صدر الثناء من بصير بهذه الصفات،خبير بها،لا يجازف في القول إلا عن تحقيق.و ذلك كفرح التلميذ بثناء أستاذه عليه بالكياسة،و الذكاء،و غزارة الفضل،فإنه في غاية اللذة.و إن صدر ممن يجازف في الكلام،أو لا يكون بصيرا بذلك الوصف،ضعفت اللذة.و بهذه العلة يبغض الذم أيضا و يكرهه،لأنه يشعره بنقصان نفسه،و النقصان ضد الكمال المحبوب،فهو ممقوت و الشعور به مؤلم.و لذلك يعظم الألم إذا صدر الذم من بصير موثوق به،كما ذكرناه في المدح

السبب الثاني:أن المدح يدل على أن قلب المادح مملوك للممدوح

،و أنه مريد له،و معتقد فيه،و مسخر تحت مشيئته.و ملك القلوب محبوب.و الشعور بحصوله لذيذ.و بهذه العلة.

تعظم اللذة مهما صدر الثناء ممن تتسع قدرته،و ينتفع باقتناص قلبه،كالملوك و الأكابر.

و يضعف مهما كان المادح ممن لا يؤبه له ،و لا يقدر على شيء.فإن القدرة عليه بملك قلبه قدرة على أمر حقير ،فلا يدل المدح إلا على قدرة قاصرة و بهذه العلة أيضا يكره الذم،و يتألم به القلب،و إذا كان من الأكابر كانت نكايته أعظم،لأن الفائت به أعظم

السبب الثالث:أن ثناء المثنى و مدح المادح سبب لاصطياد قلب كل من يسمعه.

لا سيما إذا كان ذلك ممن يلتفت إلى قوله،و يعتد بثنائه.و هذا مختص بثناء يقع على الملإ.فلا جرم كلما كان الجمع أكثر،و المثنى أجدر بأن يلتفت إلى قوله،كان المدح ألذ،و الذم أشد على النفس

السبب الرابع:أن المدح يدل على حشمة الممدوح

،و اضطرار المادح إلى إطلاق اللسان بالثناء على الممدوح،إما عن طوع،و إما عن قهر،فإن الحشمة أيضا لذيذة،لما فيها من القهر و القدرة.و هذه اللذة تحصل و إن كان المادح لا يعتقد في الباطن ما مدح به،و لكن

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست