responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 97

فهذا حرام،لأنه كذب و تلبيس إما بالقول أو بالمعاملة؟؟؟ و أما أحد المباحين:فهو أن يطلب المنزلة بصفة هو متصف بها،كقول يوسف صلّى اللّه عليه و سلم فيما أخبر عنه الرب تعالى اِجْعَلْنِي عَلىٰ خَزٰائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [1]فإنه طلب المنزلة في قلبه بكونه حفيظا عليما،و كان محتاجا إليه ،و كان صادقا فيه و الثاني:أن يطلب إخفاء عيب من عيوبه،و معصية من معاصيه حتى لا يعلم،فلا تزول منزلته به.فهذا أيضا مباح.لأن حفظ الستر على القبائح جائز.و لا يجوز هتك الستر و إظهار القبيح.و هذا ليس فيه تلبيس،بل هو سد لطريق العلم بما لا فائدة في العلم به.كالذي يخفى عن السلطان أنه يشرب الخمر،و لا يلقى إليه أنه ورع.فإن قوله إنى ورع تلبيس،و عدم إقراره بالشرب لا يوجب اعتقاد الورع،بل يمنع العلم بالشرب.و من جملة المحظورات تحسين الصلاة بين يديه،ليحسن فيه اعتقاده،فإن ذلك رياء،و هو ملبس،إذ يخيل إليه أنه من المخلصين الخاشعين للّٰه،و هو مراء بما يفعله،فكيف يكون مخلصا فطلب الجاه بهذا الطريق حرام.و كذلك بكل معصية.و ذلك يجرى مجرى اكتساب المال الحرام من غير فرق.و كما لا يجوز له أن يتملك مال غيره بتلبيس في عوض أو في غيره،فلا يجوز له أن يتملك قلبه بتزوير و خداع ،فإن ملك القلوب أعظم من ملك الأموال

بيان
السبب في حب المدح و الثناء و ارتياح النفس به و ميل الطبع إليه
و بغضها للذمّ و نفرتها منه

اعلم أن لحب المدح و التذاذ القلب به أربعة أسباب

السبب الأول:و هو الأقوى،شعور النفس بالكمال:

فإنا بينا أن الكمال محبوب، و كل محبوب فإدراكه لذيذ.فمهما شعرت النفس بكمالها ارتاحت،و اهتزت و تلذذت.

و المدح يشعر نفس الممدوح بكمالها.فإن الوصف الذي به مدح لا يخلو إما أن يكون جليا ظاهرا،أو يكون مشكوكا فيه.فإن كان جليا ظاهرا محسوسا،كانت اللذة به أقل.و لكنه


[1] يوسف:55.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست