responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 99

كونه مضطرا إلى ذكره نوع قهر و استيلاء عليه،فلا جرم تكون لذته بقدر تمنع المادح و قوته،فتكون لذة ثناء القوى الممتنع عن التواضع بالثناء أشد.فهذه الأسباب الأربعة قد تجمع في مدح مادح واحد،فيعظم بها الالتذاذ.و قد تفترق،فتنقص اللذة بها أما العلة الأولى،و هي استشعار الكمال،فتندفع بأن يعلم الممدوح أنه غير صادق في قوله،كما إذا مدح بأنه نسيب،أو سخي،أو عالم بعلم،أو متورع عن المحظورات،و هو يعلم من نفسه ضد ذلك،فتزول اللذة التي سببها استشعار الكمال،و تبقى لذة الاستيلاء على قلبه و على لسانه و بقية اللذات.فإن كان يعلم أن المادح ليس يعتقد ما يقوله، و يعلم خلوه عن هذه الصفة،بطلب اللذة الثانية،و هو استيلاؤه على قلبه،و تبقى لذة الاستيلاء و الحشمة على اضطرار لسانه إلى النطق بالثناء.فإن لم يكن ذلك عن خوف بل كان بطريق اللعب،بطلت اللذات كلها،فلم يكن فيه أصلا لذة لفوات الأسباب الثلاثة فهذا ما يكشف الغطاء عن علة التذاذ النفس بالمدح،و تألمها بسبب الذم.و إنما ذكرنا ذلك ليعرف طريق العلاج لحب الجاه،و حب المحمدة،و خوف المذمة.فإن ما لا يعرف سببه،لا يمكن معالجته.إذ العلاج عبارة عن حل أسباب المرض.و اللّه الموفق بكرمه و لطفه،و صلّى اللّه على كل عبد مصطفى

بيان
علاج حب الجاه

اعلم أن من غلب على قلبه حب الجاه،صار مقصور الهم على مراعاة الخلق،مشغوفا بالتودد إليهم،و المرآة لأجلهم.و لا يزال في أقواله و أفعاله ملتفتا إلى ما يعظم منزلته عندهم و ذلك بذر النفاق و أصل الفساد .و يجر ذلك لا محالة إلى التساهل في العبادات،و المرآة بها،و إلى اقتحام المحظورات،للتوصل إلى اقتناص القلوب،و لذلك شبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حب الشرف و المال،و إفسادهما للدين،بذئبين ضاريين،و قال عليه السّلام إنه ينبت النفاق كما ينبت الماء البقل،إذ النفاق هو مخالفة الظاهر للباطن بالقول أو الفعل و كل من طلب المنزلة في قلوب الناس،فيضطر إلى النفاق معهم،و إلى التظاهر بخصال

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست