responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 84

فهذه الآثار و الأخبار تعرفك مذمة الشهرة،و فضيلة الخمول.و إنما المطلوب بالشهرة و انتشار الصيت هو الجاه و المنزلة في القلوب.و حب الجاه هو منشأ كل فساد.

فإن قلت فأي شهرة تزيد على شهرة الأنبياء،و الخلفاء الراشدين،و أئمة العلماء فكيف فاتهم فضيلة الخمول؟فاعلم أنّ المذموم طلب الشهرة.فأما وجودها من جهة اللّه سبحانه من غير تكلف من العبد فليس بمذموم.نعم:فيه فتنة على الضعفاء دون الأقوياء و هم كالغريق الضعيف،إذا كان معه جماعة من الغرقى،فالأولى به أن لا يعرفه أحد منهم،فإنهم يتعلقون به،فيضعف عنهم، فيهلك معهم.و أما القوي،فالأولى أن يعرفه الغرقى ليتعلقوا به،فينجيهم و يثاب على ذلك

بيان
ذم حب الجاه

قال اللّه تعالى تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً [1]جمع بين إرادة الفساد و العلو و بيّن أن الدار الآخرة للخالى عن الإرادتين جميعا و قال عز و جل مَنْ كٰانَ يُرِيدُ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا وَ زِينَتَهٰا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمٰالَهُمْ فِيهٰا وَ هُمْ فِيهٰا لاٰ يُبْخَسُونَ . أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النّٰارُ وَ حَبِطَ مٰا صَنَعُوا فِيهٰا وَ بٰاطِلٌ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ [2]و هذا أيضا متناول بعمومه لحب الجاه،فإنه أعظم لذة من لذات الحياة الدنيا،و أكثر زينة من زينتها.و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«حبّ المال و الجاه ينبتان النّفاق في القلب كما ينبت الماء البقل»و قال صلّى اللّه عليه و سلم[2] «ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأسرع إفسادا من حبّ الشّرف و المال في دين الرّجل المسلم»و قال صلّى اللّه عليه و سلم لعلى كرم اللّه وجهه[3]«إنّما هلاك النّاس باتّباع الهوى و حبّ الثّناء » نسأل اللّه العفو و العافية بمنه و كرمه


[1] القصص:83.

[2] هود:15،16

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست