responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 83

و قال محمد بن سويد :قحط أهل المدينة،و كان بها رجل صالح لا يؤبه له،لازم لمسجد النبي صلّى اللّه عليه و سلم.فبينما هم في دعائهم،إذ جاءهم رجل عليه طمران خلقان،فصلّى ركعتين أو جز فيهما، ثم بسط يديه،فقال يا رب أقسمت عليك،إلا أمطرت علينا الساعة.فلم يرد يديه،و لم يقطع دعاءه،حتى تغشت السماء بالغمام و أمطروا حتى صاح أهل المدينة من مخافة الغرق.فقال يا رب إن كنت تعلم أنهم قد اكتفوا فارفع عنهم.و سكن.و تبع الرجل صاحبه الذي استسقى حتى عرف منزله،ثم بكر عليه،فخرج إليه،فقال إنى أتيتك في حاجة،فقال ماهى؟قال تخصني بدعوة.قال سبحان اللّه!أنت أنت و تسألني أن أخصك بدعوة!ثم قال ما الذي بلغك ما رأيت؟قال أطعت اللّه فيما أمرني و نهانى،فسألت اللّه فأعطانى.

و قال ابن مسعود كونوا ينابيع العلم ،مصابيح الهدى،أحلاس البيوت،سرج الليل،جدد القلوب، خلقان الثياب،تعرفون في أهل السماء و تخفون في أهل الأرض.و قال أبو أمامة:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«يقول اللّه تعالى إنّ أغبط أوليائى عبد مؤمن خفيف الحاذ [1]ذو حظّ من صلاة أحسن عبادة ربّه و أطاعه في السّرّ و كان غامضا في النّاس لا يشار إليه بالأصابع ثمّ صبر على ذلك»قال ثم نقر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيده فقال«عجّلت منيّته و قلّ تراثه و قلّت بواكيه»و قال عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما:أحب عباد اللّه إلى اللّه الغرباء.قيل و من الغرباء؟قال الفارون بدينهم يجتمعون يوم القيامة إلى المسيح عليه السّلام و قال الفضيل بن عياض:بلغني أن اللّه تعالى يقول في بعض ما يمن به على عبده:ألم أنعم عليك؟ألم أسترك؟ألم أخمل ذكرك؟و كان الخليل بن أحمد يقول:اللهم اجعلني عندك من أرفع خلقك،و اجعلني عند نفسي من أوضع خلقك،و اجعلني عند الناس من أوسط خلقك و قال الثوري:وجدت قلبي يصلح بمكة و المدينة،مع قوم غرباء،أصحاب قوت و عناء.

و قال إبراهيم بن أدهم:ما قرت عينى يوما في الدنيا قط إلا مرة،بت ليلة في بعض مساجد قرى الشام،و كان بي البطن ،فجرني المؤذن برجلي حتى أخرجنى من المسجد .و قال الفضيل إن قدرت على أن لا تعرف فافعل.و ما عليك أن لا تعرف؟و ما عليك أن لا يثنى عليك؟ و ما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند اللّه تعالى.


[1] خفيف الحاذ:خفيف الظهر من العيال

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست