responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 58

و قد كنت قبل أن يحمل إليك في أمن من المصيبة و الفقر.ثم اتفق يوما أن كسر أو سرق و عظمت مصيبة الملك عليه،فقال صدق الحكيم،ليته لم يحمل إلينا.و هذا شأن جميع أسباب الدنيا .فإن الدنيا عدوّة لأعداء اللّه،إذ تسوقهم إلى النار .و عدوّة أولياء اللّه إذ تغمهم بالصبر عنها.و عدوّة اللّه،إذ تقطع طريقه على عباده،و عدوّة نفسها،فإنها تأكل نفسها، فإن المال لا يحفظ إلا بالخزائن و الحراس،و الخزائن و الحراس لا يمكن تحصيلها إلا بالمال، و هو بذل الدراهم و الدنانير.فالمال يأكل نفسه و يضاد ذاته،حتى يفنى.و من عرف آفة المال لم يأنس به،و لم يفرح به،و لم يأخذ منه إلا بقدر حاجته.و من قنع بقدر الحاجة فلا يبخل، لأن ما أمسكه لحاجته فليس ببخل،و ما لا يحتاج إليه فلا يتعب نفسه بحفظه،فيبذله.بل هو كالماء على شط الدجلة.إذ لا يبخل به أحد،لقناعة الناس منه بمقدار الحاجة

بيان
مجموع الوظائف التي على العبد في ماله

اعلم أن المال كما وصفناه،خير من وجه،و شر من وجه.و مثاله مثال حية يأخذها الراقي و يستخرج منها الترياق.و يأخذها الغافل،فيقتله سمها من حيث لا يدرى.

و لا يخلو
أحد عن سم المال،إلا بالمحافظة على خمس وظائف

الأولى:أن يعرف مقصود المال

،و أنه لما ذا خلق،و أنه لم يحتاج إليه،حتى يكتسب و لا يحفظ إلا قدر الحاجة،و لا يعطيه من همته فوق ما يستحقه

الثانية:أن يراعى جهة دخل المال

،فيجتنب الحرام المحض،و ما الغالب عليه الحرام كمال السلطان و يجتنب الجهات المكروهة،القادحة في المروءة،كالهدايا التي فيها شوائب الرشوة،و كالسؤال الذي فيه الذلة و هتك المروءة،و ما يجرى مجراه.

الثالثة:في المقدار الذي يكتسبه

،فلا يستكثر منه و لا يستقل،بل القدر الواجب.

و معياره الحاجة،و الحاجة ملبس،و مسكن،و مطعم .و لكل واحد ثلاث درجات،أدنى و أوسط،و أعلى.و ما دام مائلا إلى جانب القلة و متقربا من حد الضرورة،كان حقا،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست