responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 55

فيمسك لأجلهم.و لذلك قال عليه السّلام[1]«الولد مبخلة مجبنة مجهلة »فإذا انضاف إلى ذلك خوف الفقر،و قلة الثقة بمجيء الرزق،قوى البخل لا محالة.

السبب الثاني:أن يحب عين المال.

فمن الناس من معه ما يكفيه لبقية عمره،إذا اقتصر على ما جرت به عادته بنفقته ،و تفضل آلاف،و هو شيخ بلا ولد،و معه أموال كثيرة، و لا تسمح نفسه بإخراج الزكاة،و لا بمداواة نفسه عند المرض،بل صار محبا للدنانير، عاشقا لها،يلتذ بوجودها في يده،و بقدرته عليها،فيكنزها تحت الأرض ،و هو يعلم أنه يموت فتضيع أو يأخذها أعداؤه،و مع هذا فلا تسمح نفسه بأن يأكل أو يتصدق منها بحبة واحدة.و هذا مرض للقلب عظيم،عسير العلاج،لا سيما في كبر السن.و هو مرض مزمن لا يرجى علاجه.و مثال صاحبه مثال رجل عشق شخصا،فأحب رسوله لنفسه، ثم نسى محبوبه،و اشتغل برسوله.فإن الدنانير رسول يبلغ إلى الحاجات.فصارت محبوبة لذلك،لأن الموصل إلى اللذيذ لذيذ.ثم قد تنسى الحاجات،و يصير الذهب عنده كأنه محبوب في نفسه،و هو غاية الضلال.بل من رأى بينه و بين الحجر فرقا فهو جاهل،إلا من حيث قضاء حاجته به.فالفاضل عن قدر حاجته و الحجر بمثابة واحدة.

فهذه أسباب حب المال و إنما علاج كل علة بمضادة سببها.فتعالج حب الشهوات بالقناعة باليسير، و بالصبر.و تعالج طول الأمل بكثرة ذكر الموت،و النظر في موت الأقران ،و طول تعبهم في جمع المال،و ضياعه بعدهم.و تعالج التفات القلب إلى الولد بأن خالقه خلق معه رزقه،و كم من ولد لم يرث من أبيه مالا،و حاله أحسن ممن ورث.و بأن يعلم أنه يجمع المال لولده،يريد أن يترك ولده بخير،و ينقلب هو إلى شر .و أن ولده إن كان تقيا صالحا فاللّه كافية،و إن كان فاسقا فيستعين بماله على المعصية،و ترجع مظلمته إليه.و يعالج أيضا قلبه بكثرة التأمل في الأخبار الواردة في ذم البخل،و مدح السخاء،و ما توعد اللّه به على البخل من العقاب العظيم

و من الأدوية النافعة كثرة التأمل في أحوال البخلاء

،و نفرة الطبع عنهم،و استقباحهم له.فإنه ما من بخيل إلا و يستقبح البخل من غيره،و يستثقل كل بخيل من أصحابه.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست