responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 54

ليس من الجود،لأنه مضطر إليه بهذه البواعث،و هي أعواض معجلة له عليه،فهو معتاض لا جواد ،كما روى عن بعض المتعبدات،أنها وقفت على حبان بن هلال،و هو جالس مع أصحابه،فقالت هل فيكم من أسأله عن مسألة؟فقالوا لها سلي عما شئت،و أشاروا إلى حبان ابن هلال.فقالت ما السخاء عندكم؟قالوا العطاء،و البذل،و الإيثار.قالت هذا السخاء في الدنيا؟فما السخاء في الدين؟قالوا أن نعبد اللّه سبحانه،سخية بها أنفسنا،غير مكرهة قالت فتريدون على ذلك أجرا؟قالوا نعم،قالت و لم؟قالوا لأن اللّه تعالى وعدنا بالحسنة عشر أمثالها.قالت سبحان اللّه،فإذا أعطيتم واحدة و أخذتم عشرة،فبأي شيء تسخيتم عليه؟ قالوا لها فما السخاء عندك يرحمك اللّه؟قالت السخاء عندي،أن تعبدوا اللّه متنعمين متلذذين بطاعته،غير كارهين،لا تريدون على ذلك أجرا،حتى يكون مولاكم يفعل بكم ما يشاء ألا تستحيون من اللّه أن يطلع على قلوبكم،فيعلم منها أنكم تريدون شيئا بشيء؟إن هذا في الدنيا لقبيح .و قالت بعض المتعبدات،أ تحسبون أن السخاء في الدرهم و الدينار فقط؟ قيل ففيم؟قالت السخاء عندي في المهج.و قال المحاسبي،السخاء في الدين أن تسخو بنفسك تتلفها للّٰه عز و جل،و يسخو قلبك ببذل مهجتك،و إهراق دمك للّٰه تعالى،بسماحة من غير إكراه،و لا تريد بذلك ثوابا عاجلا و لا آجلا.و إن كنت غير مستغن عن الثواب.

و لكن يغلب على ظنك حسن كمال السخاء،بترك الاختيار على اللّه،حتى يكون مولاك هو الذي يفعل لك ما لا تحسن أن تختاره لنفسك

بيان
علاج البخل

اعلم أن البخل سببه حب المال.

و لحب المال سببان:

أحدهما حب الشهوات

التي لا وصول إليها إلا بالمال مع طول الأمل.فإن الإنسان لو علم أنه يموت بعد يوم،ربما أنه كان لا يبخل بماله،إذ القدر الذي يحتاج إليه في يوم،أو في شهر،أو في سنة،قريب.و إن كان قصير الأمل،و لكن كان له أولاد أقام الولد مقام طول الأمل،فإنه يقدر بقاءهم كبقاء نفسه،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست