responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 175

و إحباط للعمل العظيم.فيقول و كيف أتبع مثل هذا العمل بحمد الخلق،و هم عاجزون لا يقدرون لي على رزق و لا أجل؟فيلزم ذلك قلبه و لا ينبغي أن ييأس عنه،فيقول إنما يقدر على الإخلاص الأقوياء،فأما المخلطون فليس ذلك من شأنهم.فيترك المجاهدة في الإخلاص.لأن المخلط إلى ذلك أحوج من المتقي،لأن المتقي إن فسدت نوافله.بقيت فرائضه كاملة تامة.و المخلط لا تخلو فرائضه عن النقصان،و الحاجة إلى الجبران بالنوافل.فإن لم تسلم صار مأخوذا بالفرائض،و هلك به.فالمخلط إلى الإخلاص أحوج و قد روى تميم الداري عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم[1]أنه قال«يحاسب العبد يوم القيامة فإن نقص فرضه قيل انظروا هل له من تطوّع فإن كان له تطوّع أكمل به فرضه و إن لم يكن له تطوّع أخذ بطرفيه فألقى في النّار»فيأتي المخلط يوم القيامة و فرضه ناقص،و عليه ذنوب كثيرة،فاجتهاده في جبر الفرائض و تكفير السيئات،و لا يمكن ذلك إلا بخلوص النوافل .و أما المتقي،فجهده في زيادة الدرجات .فإن حبط تطوعه بقي من حسناته ما يترجح على السيئات،فيدخل الجنة.فإذا ينبغي أن يلزم قلبه خوف اطلاع غير اللّه عليه،لتصح نوافله.ثم يلزم قلبه ذلك بعد الفراغ،حتى لا يظهره و لا يتحدث به.

و إذا فعل جميع ذلك.فينبغي أن يكون وجلا من عمله،خائفا أنه ربما داخله من الرياء الخفي ما لم يقف عليه،فيكون شاكا في قبوله و رده،مجوزا أن يكون اللّه قد أحصى عليه من نيته الخفية ما مقته بها،ورد عمله بسببها.و يكون هذا الشك و الخوف في دوام عمله و بعده لا في ابتداء العقد.بل ينبغي أن يكون متيقنا في الابتداء أنه مخلص،ما يريد بعمله إلا اللّه،حتى يصح عمله.فإذا شرع و مضت لحظة يمكن فيها الغفلة و النسيان،كان الخوف من الغفلة عن شائبة خفية أحبطت عمله،من رياء أو عجب أولى به .و لكن يكون رجاؤه أغلب من خوفه لأنه استيقن أنه دخل بالإخلاص ،و شك في أنه هل أفسده برياء،فيكون رجاء القبول أغلب و بذلك تعظم لذته في المناجاة و الطاعات،فالإخلاص يقين و الرياء شك و خوفه لذلك الشك جدير بأن يكفر خاطر الرياء إن كان قد سبق و هو غافل عنه.و الذي يتقرب إلى اللّه بالسعي في حوائج الناس و إفادة العلم،ينبغي أن يلزم نفسه رجاء الثواب على دخول السرور

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست