responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 174

فهذه جمل آفات الرياء،فليراقب العبد قلبه ليقف عليها،ففي الخبر[1]إن للرياء سبعين بابا،و قد عرفت أن بعضه أغمض من بعض،حتى أن بعضه مثل دبيب النمل،و بعضه أخفى من دبيب النمل.و كيف يدرك ما هو أخفى من دبيب النمل إلا بشدة التفقد و المراقبة .و ليته أدرك بعد بذل المجهود.فكيف يطمع في إدراكه من غير تفقد للقلب،و امتحان للنفس، و تفتيش عن خدعها،نسأل اللّه تعالى العافية بمنه و كرمه و إحسانه

بيان
ما ينبغي للمريد أن يلزم نفسه قبل العمل و بعده و فيه

اعلم أن أولى ما يلزم المريد قلبه في سائر أوقاته،القناعة بعلم اللّه في جميع طاعاته،و لا يقنع بعلم اللّه إلا من لا يخاف إلا اللّه،و لا يرجو إلا اللّه.فأما من خاف غيره و ارتجاه،اشتهى اطلاعه على محاسن أحواله .فإن كان في هذه الرتبة فليلزم قلبه كراهة ذلك من جهة العقل و الإيمان،لما فيه من خطر التعرض للمقت،و ليراقب نفسه عند الطاعات العظيمة الشاقة التي لا يقدر عليها غيره،فإن النفس عند ذلك تكاد تغلي حرصا على الإفشاء،و تقول مثل هذا العمل العظيم.أو الخوف العظيم،أو البكاء العظيم،لو عرفه الخلق منك لسجدوا لك.فما في الخلق من يقدر على مثله.فكيف ترضى بإخفائه.فيجهل الناس محلك،و ينكرون قدرك،و يحرمون الاقتداء بك!ففي مثل هذا الأمر ينبغي أن يثبت قدمه،و يتذكر في مقابلة عظم عمله عظم ملك الآخرة و نعيم الجنة،و دوامه أبد الآباد،و عظم غضب اللّه و مقته على من طلب بطاعته ثوابا من عباده.و يعلم أن إظهاره لغيره محبب إليه،و سقوط عند اللّه،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست