responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 176

على قلب من قضى حاجته فقط.و رجاء الثواب على عمل المتعلم بعلمه فقط،دون شكر،و مكافأة و حمد،و ثناء من المتعلم و المنعم عليه،فإن ذلك يحبط الأجر.فمهما توقع من المتعلم مساعدة في شغل و خدمة،أو مرافقة في المشي في الطريق ليستكثر باستتباعه،أو ترددا منه في حاجة فقد أخذ أجره،فلا ثواب له غيره.نعم.إن لم يتوقع هو و لم يقصد إلا الثواب على عمله بعلمه ليكون له مثل أجره،و لكن خدمه التلميذ بنفسه فقبل خدمته،فنرجو أن لا يحبط ذلك أجره إذا كان لا ينتظره و لا يريده منه ،و لا يستبعده منه لو قطعه.و مع هذا فقد كان العلماء يحذرون هذا،حتى أن بعضهم وقع في بئر ،فجاء قوم فأدلوا حبلا ليرفعوه،فحلف عليهم أن لا يقف معهم من قرأ عليه آية من القرءان،أو سمع منه حديثا،خيفة أن يحبط أجره.

و قال شقيق البلخي:أهديت لسفيان الثوري ثوبا فرده علىّ.فقلت له يا أبا عبد اللّه لست أنا ممن يسمع الحديث حتى ترده علىّ.قال علمت ذاك،و لكن أخوك يسمع منى الحديث فأخاف أن يلين قلبي لأخيك أكثر مما يلين لغيره.و جاء رجل إلى سفيان ببدرة أو بدرتين و كان أبوه صديقا لسفيان،و كان سفيان يأتيه كثيرا.فقال له يا أبا عبد اللّه في نفسك من أبي شيء؟فقال يرحم اللّه أباك،كان و كان،و أثنى عليه.فقال يا أبا عبد اللّه،قد عرفت كيف صار هذا المال إلى،فأحب أن تأخذ هذه تستعين بها على عيالك.قال فقبل سفيان ذلك.قال فلما خرج قال لولده:يا مبارك،ألحقه فرده علىّ.فرجع فقال أحب تأخذ مالك.فلم يزل به حتى رده عليه،و كأنه كانت أخوته مع أبيه في اللّه تعالى،فكره أن يأخذ ذلك.قال ولده فلما خرج لم أملك نفسي أن جئت إليه فقلت:ويلك،أي شيء قلبك هذا حجارة!عدّ أنه ليس لك عيال،أما ترحمني؟أما ترحم إخوتك؟أما ترحم عيالنا؟فأكثرت عليه.فقال لي يا مبارك،تأكلها أنت هنيئا مريئا،و أسأل عنها أنا.فإذا يجب على العالم أن يلزم قلبه طلب الثواب من اللّه في اهتداء الناس به فقط.و يجب على المتعلم أن يلزم قلبه حمد اللّه و طلب ثوابه،و نيل المنزلة عنده لا عند المعلم و عند الخلق.و ربما يظن أن له أن يرائي بطاعته لينال عند المعلم رتبة فيتعلم منه.و هو خطأ.لأن إرادته بطاعته غير اللّه خسران في الحال و العلم.و ربما يفيد و ربما لا يفيد.فكيف يخسر في الحال عملا نقدا على توهم علم!و ذلك غير جائز.بل ينبغي أن يتعلم للّٰه،و يعبد للّٰه،و يخدم المعلم اللّه،لا ليكون له في قلبه منزلة،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست