responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 173

و نزغات النفس.فإذا خطرت فعلاجها أن يتذكر أن الناس لو عرفوا نفاقه في الباطن، و اطلعوا على ضميره لمقتوه،و أن اللّه مطلع على ضميره،و هو له أشد مقتا.كما روى عن ذى النون رحمه اللّه أنه قام و زعق،فقام معه شيخ آخر رأى فيه أثر التكلف،فقال يا شيخ الذي يراك حين تقوم،فجلس الشيخ.و كل ذلك من أعمال المنافقين.و قد جاء في الخبر «تعوّذوا[1]باللّه من خشوع النّفاق »و إنما خشوع النفاق أن تخشع الجوارح و القلب غير خاشع و من ذلك الاستغفار و الاستعاذة باللّه من عذابه و غضبه،فإن ذلك قد يكون لخاطر خوف،و تذكر ذنب و تندم عليه،و قد يكون للمرآة.فهذه خواطر ترد على القلب متضادة مترادفة متقاربة،و هي مع تقاربها متشابهة.فراقب قلبك في كل ما يخطر لك و انظر ما هو،و من اين هو.فإن كان للّٰه فأمضه،و احذر مع ذلك أن يكون قد خفى عليك شيء من الرياء الذي هو كدبيب النمل،و كن على وجل من عبادتك أ هي مقبولة أم لا؟لخوفك على الإخلاص فيها.و احذر أن يتجدد لك خاطر الركون إلى حمدهم بعد الشروع بالإخلاص فإن ذلك مما يكثر جدا.فإذا خطر لك فتفكر في اطلاع اللّه عليك،و مقته لك،و تذكر ما قاله أحد الثلاثة الذين حاجوا أيوب عليه السّلام،إذ قال يا أيوب:أما علمت أن العبد تضل عنه علانيته التي كان يخادع بها عن نفسه،و يجزى بسريرته؟و قول بعضهم:أعوذ بك أن يرى الناس أنى أخشاك و أنت لي ماقت .و كان من دعاء علي بن الحسين رضي اللّه عنهما اللهم إنى أعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون علانيتى،و تقبح لك فيما أخلو سريرتي، محافظا على رياء الناس من نفسي،و مضيعا لما أنت مطلع عليه منى،أبدى للناس أحسن أمري،و أفضى إليك بأسوإ عملي،تقربا إلى الناس بحسناتي،و فرارا منهم إليك بسيئاتى فيحل بي مقتك،و يجب على غضبك.أعذنى من ذلك يا رب العالمين و قد قال أحد الثلاثة نفر لأيوب عليه السلام:يا أيوب،ألم تعلم أن الذين حفظوا علانيتهم و أضاعوا سرائرهم عند طلب الحاجات إلى الرحمن،تسود وجوههم؟

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست