responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 131

أنه قال:إن رجلا من السواح قال لأصحابه:إنا إنما فارقنا الأموال و الأولاد مخافة الطغيان.فنخاف أن نكون قد دخل علينا في أمرنا هذا من الطغيان أكثر مما دخل على أهل الأموال في أموالهم.إن أحدنا إذا لقى أحب أن يعظم لمكان دينه،و إن اشترى شيئا أحب أن يرخص عليه لمكان دينه.فبلغ ذلك ملكهم،فركب في موكب من الناس، فإذا السهل و الجبل قد امتلأ بالناس.فقال السائح ما هذا؟قيل هذا الملك قد أظلك.فقال للغلام.ائتني بطعام.فأتاه ببقل،و زيت،و قلوب الشجر.فجعل يحشو شدقه و يأكل أكلا عنيفا.فقال الملك.أين صاحبكم؟فقالوا هذا.قال كيف أنت؟قال كالناس.و في حديث آخر بخير.فقال الملك ما عند هذا من خير.فانصرف عنه.فقال السائح الحمد للّٰه الذي صرفك عنى و أنت لي ذام.فلم يزل المخلصون خائفين من الرياء الخفي،يجتهدون لذلك في مخادعة الناس عن أعمالهم الصالحة،يحرصون على إخفائها أعظم مما يحرص الناس على إخفاء فواحشهم .كل ذلك رجاء أن تخلص أعمالهم الصالحة،فيجازيهم اللّه في القيامة بإخلاصهم على ملأ من الخلق،إذ علموا أن اللّه لا يقبل في القيامة إلا الخالص،و علموا شدة حاجتهم و فاقتهم في القيامة،و أنه يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون،و لا يجزى والد عن ولده و يشتغل الصديقون بأنفسهم،فيقول كل واحد نفسي نفسي،فضلا عن غيرهم .فكانوا كزوار بيت اللّه إذا توجهوا إلى مكة،فإنهم يستصحبون مع أنفسهم الذهب المغربي الخالص لعلمهم بأن أرباب البوادي لا يروج عندهم الزائف و النبهرج.و الحاجة تشتد في البادية،و لا وطن يفزع إليه،و لا حميم يتمسك به،فلا ينجى إلا الخالص من النقد.فكذا يشاهد أرباب القلوب يوم القيامة،و الزاد الذي يتزودونه له من التقوى.

فإذا شوائب الرياء الخفي كثيرة لا تنحصر

و مهما أدرك من نفسه تفرقة بين أن يطلع على عبادته إنسان أو بهيمة ففيه شعبة من الرياء،فإنه لما قطع طمعه عن البهائم،لم يبال حضره البهائم أو الصبيان الرصع أم غابوا،اطلعوا على حركته أم لم يطلعوا.فلو كان مخلصا قانعا بعلم اللّه،لاستحقر عقلاء العباد كما استحقر صبيانهم و مجانينهم،و علم أن العقلاء لا يقدرون له على رزق،و لا أجل، و لا زيادة ثواب و نقصان عقاب.كما لا يقدر عليه البهائم،و الصبيان،و المجانين.فإذا لم يجد ذلك ففيه شوب خفى،و لكن ليس كل شوب محبطا للأجر،مفسدا للعمل،بل فيه تفصيل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست