responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 130

الرياء بل يكرهه و يرده،و يتمم العمل كذلك،و لكن إذا اطلع عليه الناس سره ذلك، و ارتاح له،و روح ذلك عن قلبه شدة العبادة.و هذا السرور يدل على رياء خفى،منه يرشح السرور.و لو لا التفات القلب إلى الناس،لما ظهر سروره عند اطلاع الناس.فلقد كان الرياء مستكنا في القلب،استكنان النار في الحجر،فأظهر عنه اطلاع الخلق أثر الفرح و السرور.ثم إذا استشعر لذة السرور بالاطلاع،و لم يقابل ذلك بكراهية،فيصير ذلك قوتا و غذاء للعرق الخفي من الرياء،حتى يتحرك على نفسه حركة خفية، فيتقاضى تقاضيا خفيا أن يتكلف سببا يطلع عليه،بالتعريض و إلقاء الكلام عرضا و إن كان لا يدعو إلى التصريح.و قد يخفى فلا يدعو إلى الإظهار بالنطق تعريضا و تصريحا و لكن بالشمائل ،كإظهار النحول،و الصفار،و خفض الصوت،و يبس الشفتين،و جفاف الريق،و آثار الدموع،و غلبة النعاس الدال على طول التهجد.و أخفى من ذلك أن أن يختفى بحيث لا يريد الاطلاع،و لا يسر بظهور طاعته،و لكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدءوه بالسلام،و أن يقابلوه بالبشاشة و التوقير،و أن يثنوا عليه،و أن ينشطوا في قضاء حوائجه،و أن يسامحوه في البيع و الشراء،و أن يوسعوا له في المكان.فإن قصر فيه مقصر ثقل ذلك على قلبه،و وجد لذلك استبعادا في نفسه،كأنه يتقاضى الاحترام مع الطاعة التي أخفاها مع أنه لم يطلع عليه.و لو لم يكن قد سبق منه تلك الطاعة،لما كان يستبعد تقصير الناس في حقه.و مهما لم يكن وجود العبادة كعدمها في كل ما يتعلق بالخلق لم يكن قد قنع بعلم اللّه،و لم يكن خاليا عن شوب خفي من الرياء،[1]أخفى من دبيب النمل.و كل ذلك يوشك أن يحبط الأجر،و لا يسلم منه إلا الصديقون و قد روى عن على كرم اللّه وجهه أنه قال:إن اللّه عز و جل يقول للقراء يوم القيامة ألم يكن يرخص عليكم السعر؟ألم تكونوا تبتدءون بالسلام؟أ لم تكونوا تقضى لكم الحوائج؟ و في الحديث لا أجر لكم،قد استوفيتم أجوركم .و قال عبد اللّه بن المبارك روى عن وهب ابن منبه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست