responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 132

فإن قلت:فما نرى أحدا ينفك عن السرور إذا عرفت طاعاته،فالسرور مذموم كله؟ أو بعضه محمود و بعضه مذموم؟فنقول أولا:كل سرور فليس بمذموم.بل

السرور منقسم
إلى محمود،و إلى مذموم:فأما المحمود،فأربعة أقسام.

الأول:أن يكون قصده إخفاء الطاعة و الإخلاص للّٰه

،و لكن لما اطلع عليه الخلق،علم أن اللّه أطلعهم،و أظهر الجميل من أحواله فيستدل به على حسن صنع اللّه به،و نظره إليه،و إلطافه به،فإنه يستر الطاعة و المعصية ثم اللّه يستر عليه المعصية و يظهر الطاعة.و لا لطف أعظم من ستر القبيح و إظهار الجميل.فيكون فرحه بجميل نظر اللّه له،لا بحمد الناس و قيام المنزلة في قلوبهم.و قد قال تعالى قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا [1]فكأنه ظهر له أنه عند اللّه مقبول ففرح به

الثاني:أن يستدل بإظهار اللّه الجميل

،و ستره القبيح عليه في الدنيا،أنه كذلك يفعل في الآخرة.إذ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«ما ستر اللّه على عبد ذنبا في الدّنيا إلاّ ستره عليه في الآخرة »فيكون الأول فرحا بالقبول في الحال،من غير ملاحظة المستقبل،و هذا التفات إلى المستقبل .

الثالث:أن يظن رغبة المطلعين على الاقتداء به في الطاعة

،فيتضاعف بذلك أجره، فيكون له أجر العلانية بما أظهر آخرا،و أجر السر بما قصده أولا.و من اقتدى به في طاعة فله مثل أجر أعمال المقتدين به،من غير أن ينقص من أجورهم شيء.و توقع ذلك جدير بأن يكون سبب السرور،فإن ظهور مخايل الربح لذيذ،و موجب للسرور لا محالة.

الرابع:أن يحمده المطلعون على طاعته

،فيفرح بطاعتهم للّٰه في مدحهم،و بحبهم للمطيع و بميل قلوبهم إلى الطاعة ،إذ من أهل الإيمان من يرى أهل الطاعة فيمقته و يحسده،أو يذمه و يهزأ به،أو ينسبه إلى الرياء و لا يحمده عليه.فهذا فرح بحسن إيمان عباد اللّه،و علامة الإخلاص في هذا النوع أن يكون فرحه بحمدهم غيره،مثل فرحه بحمدهم إياه

و أما المذموم و هو الخامس:

فهو أن يكون فرحه لقيام منزلته في قلوب الناس،


[1] يونس:58

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست