responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 129

أو يقول أفطرت تطييبا لقلب فلان.ثم قد لا يذكر ذلك متصلا بشربه،كى لا يظن، به أنه يعتذر رياء،و لكنه يصبر،ثم يذكر عذره في معرض حكاية عرضا،مثل أن يقول إن فلانا محب للإخوان،شديد الرغبة في أن يأكل الإنسان من طعامه،و قد ألح علىّ اليوم و لم أجد بدا من تطبيب قلبه.و مثل أن يقول إن أمي ضعيفة القلب،مشفقة علىّ،تظن أنى لو صمت يوما مرضت،فلا تدعني أصوم.فهذا و ما يجرى مجراه من آفات الرياء،فلا يسبق إلى اللسان إلا لرسوخ عرق الرياء في الباطن.أما المخلص،فإنه لا يبالي كيف نظر الخلق إليه.فإن لم يكن له رغبة في الصوم،و قد علم اللّه ذلك منه،فلا يريد أن يعتقد غيره ما يخالف علم اللّه،فيكون ملبسا.و إن كان له رغبة في الصوم للّٰه،قنع بعلم اللّه تعالى،و لم يشرك فيه غيره.و قد يخطر له أن في إظهاره اقتداء غيره به،و تحريك رغبة الناس فيه.

و فيه مكيدة و غرور،و سيأتي شرح ذلك و شروطه فهذه درجات الرياء،و مراتب أصناف المرائين،و جميعهم تحت مقت اللّه و غضبه،و هو من أشد المهلكات.و إن من شدته أن فيه شوائب هي أخفى من دبيب النمل،كما ورد به الخبر،يزل فيه فحول العلماء ،فضلا عن العبّاد الجهلاء بآفات النفوس و غوائل القلوب،و اللّه أعلم

بيان
الرياء الخفي الذي هو أخفى من دبيب النمل

اعلم أن الرياء جلى و خفى

فالجلي هو الذي يبعث على العمل،و يحمل عليه،و لو قصد الثواب.و هو أجلاه.و أخفى منه قليلا هو ما لا يحمل على العمل بمجرده،إلا أنه يخفف العمل الذي يريد به وجه اللّه،كالذي يعتاد التهجد كل ليلة،و يثقل عليه،فإذا نزل عنده ضيف تنشط له ،و خف عليه،و علم أنه لو لا رجاء الثواب لكان لا يصلى لمجرد رياء الضيفان، و أخفى من ذلك ما لا يؤثر في العمل،و لا بالتسهيل و التخفيف أيضا،و لكنه مع ذلك مستبطن في القلب.و مهما لم يؤثر في الدعاء إلى العمل،لم يكن أن يعرف إلا بالعلامات و أجلى علاماته أن يسر باطلاع الناس على طاعته.فرب عبد يخلص في عمله،و لا يعتقد

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست