responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 118

الناس قد بدا له من الزهد،و رجع عن تلك الطريقة،و رغب في الدنيا.و طبقة أخرى يطلبون القبول عند أهل الصلاح،و عند أهل الدنيا من الملوك،و الوزراء،و التجار.

و لو لبسوا الثياب الفاخرة،ردهم القراء.و لو لبسوا الثياب المخرقة البذلة،ازدرتهم أعين الملوك و الأغنياء.فهم يريدون الجمع بين قبول أهل الدين و الدنيا،فلذلك يطلبون الأصواف الدقيقة و الأكسية الرقيقة ،و المرقعات المصبوغة ،و الفوط الرفيعة فليبسونها.و لعل قيمة ثوب أحدهم قيمة ثوب أحد الأغنياء،و لونه و هيئته لون ثياب الصلحاء.فيلتمسون القبول عند الفريقين.و هؤلاء إن كلفوا لبس ثوب خشن أو وسخ،لكان عندهم كالذبح،خوفا من السقوط من أعين الملوك و الأغنياء.و لو كلفوا لبس الديبقى،و الكتان الدقيق الأبيض، و المقصب المعلم،و إن كانت قيمته دون قيمة ثيابهم،لعظم ذلك عليهم،خوفا من أن يقول أهل الصلاح قد رغبوا في زي أهل الدنيا.و كل طبقة منهم رأى منزلته في زي مخصوص، فيثقل عليه الانتقال إلى ما دونه،أو إلى ما فوقه،و إن كان مباحا.خيفة من المذمة و أما أهل الدنيا:فمراءاتهم بالثياب النفيسة،و المراكب الرفيعة،و أنواع التوسع و التجمل في الملبس،و المسكن،و أثاث البيت،و فره الخيول.و بالثياب المصبغة،و الطيالسة النفيسة،و ذلك ظاهر بين الناس،فإنهم يلبسون في بيوتهم الثياب الخشنة،و يشتد عليهم لو برزوا للناس على تلك الهيئة،ما لم يبالغوا في الزينة

الثالث:الرياء بالقول.

و رياء أهل الدين بالوعظ،و التذكير ،و النطق بالحكمة،و حفظ الأخبار و الآثار لأجل الاستعمال في المحاورة،و إظهار الغزارة العلم،و دلالة على شدة العناية بأحوال السلف الصالحين،و تحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس،و الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر بمشهد الخلق،و إظهار الغضب للمنكرات،و إظهار الأسف على مقارفة الناس للمعاصي،و تضعيف الصوت في الكلام،و ترقيق الصوت بقراءة القرءان،ليدل بذلك على الخوف،و الحزن،و ادعاء حفظ الحديث،و لقاء الشيوخ،و الدق على من يروى الحديث ببيان خلل في لفظه،ليعرف أنه بصير بالأحاديث.و المبادرة إلى أن الحديث صحيح أو غير صحيح،لإظهار الفضل فيه.و المجادلة على قصد إفحام الخصم،ليظهر للناس قوته في علم الدين.و الرياء بالقول كثير،و أنواعه لا تنحصر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست