responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 117

القسم الأول:الرياء في الدين بالبدن.

و ذلك بإظهار النحول و الصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد،و عظم الحزن على أمر الدين،و غلبة خوف الآخرة،و ليدل بالنحول على قلة الأكل،و بالصفار على سهر الليل،و كثرة الاجتهاد،و عظم الحزن على الدين.و كذلك يرائى بتشعيث الشعر،ليدل به على استغراق الهم بالدين،و عدم التفرغ لتسريح الشعر.

و هذه الأسباب مهما ظهرت،استدل الناس بها على هذه الأمور،فارتاحت النفس لمعرفتهم فلذلك تدعوه النفس إلى إظهارها لنيل تلك الراحة.و يقرب من هذا خفض الصوت، و إغارة العينين،و ذبول الشفتين،ليستدل بذلك على أنه مواظب على الصوم.و أن وقار الشرع هو الذي خفض من صوته،أو ضعف الجوع هو الذي ضعف من قوته .و عن هذا قال المسيح عليه السّلام:إذا صام أحدكم فليدهن رأسه،و يرجل شعره،و يكحل عينيه و كذلك روى عن أبي هريرة.و ذلك كله لما يخاف عليه من نزغ الشيطان بالرياء.و لذلك قال ابن مسعود.أصبحوا صياما مدهنين.فهذه مراءاة أهل الدين بالبدن فأما أهل الدنيا،فيراءون بإظهار السمن،و صفاء اللون و اعتدال القامة،و حسن الوجه،و نظافة البدن.و قوة الأعضاء و تناسبها

الثاني:الرياء بالهيئة و الزي

أما الهيئة.فبتشعيث شعر الرأس،و حلق الشارب،و إطراق الرأس في المشي،و الهدوء في الحركة،و إبقاء أثر السجود على الوجه،و غلظ الثياب،و لبس الصوف،و تشميرها إلى قريب من الساق،و تقصير الأكمال و ترك تنظيف الثوب،و تركه مخرقا،كل ذلك يرائي به ليظهر من نفسه أنه متبع للسنة فيه،و مقتد فيه بعباد اللّه الصالحين و من ذلك لبس المرقعة ،و الصلاة على السجادة،و لبس الثياب الزرق تشبها بالصوفية مع الإفلاس من حقائق التصوف في الباطن.و منه التقنع بالإزار فوق العمامة،و إسبال الرداء على العينين،ليرى به أنه قد انتهى تقشفه إلى الحذر من غبار الطريق،و لتنصرف إليه الأعين بسبب تميزه بتلك العلامة.و منه الدراعة و الطيلسان،يلبسه من هو خال عن العلم،ليوهم أنه من أهل العلم.و المراءون بالزي على طبقات.فمنهم من يطلب المنزلة عند أهل الصلاح بإظهار الزهد،فيلبس الثياب المخرقة،الوسخة،القصيرة،الغليظة، ليرائى بغلظها،و وسخها،و قصرها،و تخرقها،أنه غير مكترث بالدنيا.و لو كلف أن يلبس ثوبا وسطا نظيفا،مما كان السلف يلبسه،لكان عنده بمنزلة الذبح.و ذلك لخوفه أن يقول

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست