responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 11

إبقاء النسل،و من البدن تكميل النفس و تزكيتها،و تزيينها بالعلم و الخلق.و من عرف هذا الترتيب،فقد عرف قدر المال،و وجه شرفه،و أنه من حيث هو ضرورة المطاعم و الملابس التي هي ضرورة بقاء البدن،الذي هو ضرورة كمال النفس،الذي هو خير.و من عرف فائدة الشيء و غايته و مقصده،و استعمله لتلك الغاية،ملتفتا إليها،غير ناس لها،فقد أحسن و النفع،و كان ما حصل له الغرض محمودا في حقه.فإذا المال آلة و وسيلة إلى مقصود صحيح.و يصلح أن يتخذ آلة و وسيلة إلى مقاصد فاسدة،و هي المقاصد الصادة عن سعادة الآخرة،و تسد سبيل العلم و العمل.فهو إذا محمود مذموم.محمود بالإضافة إلى المقصد المحمود،و مذموم بالإضافة إلى المقصد المذموم[1].فمن أخذ من الدنيا أكثر مما يكفيه، فقد أخذ حتفه و هو لا يشعر،كما ورد به الخبر .و لما كانت الطباع مائلة إلى اتباع الشهوات القاطعة لسبيل اللّه،و كان المال مسهلا لها،و آلة إليها،عظم الخطر فيما يزيد على قدر الكفاية فاستعاذ الأنبياء من شره،حتى قال نبينا عليه الصلاة و السلام[2]«اللّهمّ اجعل قوت آل محمّد كفافا »فلم يطلب من الدنيا إلا ما يتمحض خيره و قال«اللّهمّ[3]أحيني مسكينا و أمتنى مسكينا و احشرني في زمرة المساكين»و استعاذ إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم،فقال وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنٰامَ [1]و عنى بها هذين الحجرين الذهب و الفضة،إذ رتبة النبوة أجل من أن يخشى عليها أن تعتقد الإلهية في شيء من هذه الحجارة،إذ قد كفى قبل النبوة عبادتها مع الصغر.و إنما معنى عبادتهما حبهما،و الاغترار بهما،و الركون إليهما قال نبينا صلى اللّه عليه و سلم[4]«تعس عبد الدّينار و تعس عبد الدّرهم تعس و لا انتعش و إذا شيك [2]فلا انتقش »فبين أن محبهما عابد لهما.و من عبد حجرا فهو عابد صنم .بل كل


[1] إبراهيم:35

[2] أي إذا شاكته شوكة فلا يقدر على انتقاشها و هو إخراجها بالمنقاش

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست