responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 10

للرّجل الصّالح »و كل ما جاء في ثواب الصدقة و الحج،فهو ثناء على المال،إذ لا يمكن الوصول إليهما إلا به.و قال تعالى وَ يَسْتَخْرِجٰا كَنزَهُمٰا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ [1]و قال تعالى ممتنا على عباده وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّٰاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهٰاراً [2]و قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«كاد الفقر أن يكون كفرا »و هو ثناء على المال و لا تقف على وجه الجمع بعد الذم و المدح،إلا بأن تعرف حكمة المال،و مقصوده،و آفاته، و غوائله،حتى ينكشف لك أنه خير من وجه،و شر من وجه،و أنه محمود من حيث هو خير، و مذموم من حيث هو شر.فإنه ليس بخير محض،و لا هو شر محض،بل هو سبب للأمرين جميعا.و ما هذا وصفه فيمدح لا محالة تارة،و يذم أخرى.و لكن البصير المميز،يدرك أن المحمود منه غير المذموم.و بيانه بالاستمداد مما ذكرناه في كتاب الشكر،من بيان الخيرات،و تفصيل درجات النعم،و القدر المقنع فيه،هو أن مقصد الأكياس و أرباب البصائر سعادة الآخرة،التي هي النعيم الدائم،و الملك المقيم،و القصد إلى هذا دأب الكرام و الأكياس،إذ قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2]،من أكرم الناس و أكيسهم فقال«أكثرهم للموت ذكرا و أشدّهم له استعدادا »،و هذه السعادة لا تنال إلا بثلاث وسائل في الدنيا،و هي الفضائل النفسية،كالعلم،و حسن الخلق،و الفضائل البدنية،كالصحة،و السلامة،و الفضائل الخارجة عن البدن،كالمال،و سائر الأسباب .

و أعلاها النفسية،ثم البدنية،ثم الخارجة،فالخارجة أخسها.و المال من جملة الخارجات .

و أدناها الدراهم و الدنانير،فإنّهما خادمان ،و لا خادم لهما،و مرادان لغيرهما،و لا يرادان لذاتهما.إذا النفس هي الجوهر النفيس المطلوب سعادتها،و أنها تخدم العلم و المعرفة و مكارم الأخلاق لتحصلها صفة في ذاتها.و البدن يخدم النفس بواسطة الحواس،و الأعضاء.

و المطاعم و الملابس تخدم البدن،و قد سبق أن المقصود من المطاعم إبقاء البدن،و من المناكح


[1] الكهف:82.

[2] نوح:12

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست