responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 105

إلى المهلك حتى تتقيه.فينبغي أن تفرح به،و تشتغل بازالة الصفة المذمومة عن نفسك إن قدرت عليها.فأما اغتمامك بسببه،و كراهتك له،و ذمك إياه،فإنه غاية الجهل و إن كان قصده التعنت،فأنت قد انتفعت بقوله إذ أرشدك إلى عيبك،إن كنت جاهلا به،أو ذكرك عيبك إن كنت غافلا عنه،أو قبحه في عينك،لينبعث حرصك على إزالته إن كنت قد استحسنته.و كل ذلك أسباب سعادتك،و قد استفدته منه،فاشتغل بطلب السعادة،فقد أتيح لك أسبابها بسبب ما سمعته من المذمة.فمهما قصدت الدخول على ملك،و ثوبك ملوث بالعذرة ،و أنت لا تدري،و لو دخلت عليه كذلك لخفت أن يحز رقبتك لتلويثك مجلسه بالعذرة،فقال لك قائل:أيها الملوث بالعذرة طهر نفسك،فينبغي أن تفرح به،لأن تنبيهك بقوله غنيمة.و جميع مساوى الأخلاق مهلكة في الآخرة، و الإنسان إنما يعرفها من قول أعدائه،فينبغي أن تغتنمه.و أما قصد العدو التعنت فجناية منه على دين نفسه،و هو نعمة منه عليك.فلم تغضب عليه بقول انتفعت به أنت،و تضرر هو به الحالة الثالثة:أن يفتري عليك بما أنت بريء منه عند اللّه تعالى،فينبغي أن لا تكره ذلك،و لا تشتغل بذمه.بل تتفكر في ثلاثة أمور أحدها:أنك إن خلوت من ذلك العيب فلا تخلو عن أمثاله و أشباهه،و ما ستره اللّه من عيوبك أكثر،فاشكر اللّه تعالى إذ لم يطلعه على عيوبك،و دفعه عنك بذكر ما أنت بريء عنه و الثاني:أن ذلك كفارات لبقية مساويك و ذنوبك،فكأنه رماك بعيب أنت بريء منه،و طهرك من ذنوب أنت ملوث بها.و كل من اغتابك فقد أهدى إليك حسناته ،و كل من مدحك فقد قطع ظهرك .فما بالك تفرح بقطع الظهر،و تحزن لهدايا الحسنات التي تقربك إلى اللّه تعالى!و أنت تزعم أنك تحب القرب من اللّه و أما الثالث:فهو أن المسكين قد جنى على دينه حتى سقط من عين اللّه،و أهلك نفسه بافترائه،و تعرض لعقابه الأليم،فلا ينبغي أن تغضب عليه مع غضب اللّه عليه،فتشمت به الشيطان،و تقول اللهم أهلكه،بل ينبغي أن تقول اللهم أصلحه،اللهم تب عليه،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست