responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 104

[1]مرة للمادح«ويحك قصمت ظهره لو سمعك ما أفلح إلى يوم القيامة»و قال عليه السّلام [2]«ألا لا تمادحوا و إذا رأيتم المادحين فاحثوا في وجوههم التّراب» فلهذا كان الصحابة رضوان اللّه عليهم أجمعين على وجل عظيم من المدح و فتنته،و ما يدخل على القلب من السرور العظيم به،حتى أن بعض الخلفاء الراشدين سأل رجلا عن شيء، فقال.أنت يا أمير المؤمنين خير منى و أعلم.فغضب و قال:إنى لم آمرك بأن تزكينى .و قيل لبعض الصحابة:لا يزال الناس بخير ما أبقاك اللّه.فغضب و قال:أنى لأحسبك عراقيا .و قال بعضهم لما مدح.اللهم إن عبدك تقرب إلىّ بمقتك،فأشهدك على مقته.و إنما كرهوا المدح خيفة أن يفرحوا بمدح الخلق،و هم ممقوتون عند الخلق،فكان اشتغل قلوبهم بحالهم عند اللّه يبغض إليهم مدح الخلق لأن الممدوح هو المقرب عند اللّه، و المذموم بالحقيقة هو المبعد من اللّه الملقى في النار مع الأشرار.فهذا الممدوح إن كان عند اللّه من أهل النار،فما أعظم جهله إذا فرح بمدح غيره.و إن كان من أهل الجنة،فلا ينبغي أن يفرح إلا بفضل اللّه تعالى و ثنائه عليه،إذ ليس أمره بيد الخلق و مهما علم الأرزاق و الآجال بيد اللّه تعالى قل التفاته إلى مدح الخلق و ذمهم،و سقط من قلبه حب المدح،و اشتغل بما يهمه من أمر دينه و اللّه الموفق للصواب برحمته

بيان
علاج كراهة الذم

قد سبق أن العلة في كراهة الذم،هو ضد العلة في حب المدح.فعلاجه أيضا يفهم منه.و القول الوجيز فيه،أن من ذمك لا يخلو من ثلاثة أحوال:إما أن يكون قد صدق فيما قال،و قصد به النصح و الشفقة،و إما أن يكون صادقا،و لكن قصده الإيذاء و التعنث و إما أن يكون كاذبا.فإن كان صادقا و قصده النصح،فلا ينبغي أن تذمه،و تغضب عليه و تحقد بسببه.بل ينبغي أن تتقلد منته.فإن من أهدى إليك عيوبك،فقد أرشدك

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست