responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 106

اللهم ارحمه،كما قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«اللّهمّ اغفر لقومي اللّهمّ اهد قومي فإنّهم لا يعلمون»لما أن كسروا ثنيته،و شجوا وجهه،و قتلوا عمه حمزة يوم أحد.

و دعا إبراهيم بن أدهم لمن شج رأسه بالمغفرة،فقيل له في ذلك،فقال علمت أنى مأجور بسببه، و ما نالني منه إلا خير،فلا أرضى أن يكون هو معاقبا بسببي.و مما يهون عليك كراهة المذمة قطع الطمع.فإن من استغنيت عنه مهما ذمك لم يعظم أثر ذلك في قلبه.و أصل الدين القناعة و بها ينقطع الطمع عن المال و الجاه.و ما دام الطمع قائما،كان حب الجاه و المدح في قلب من طمعت فيه غالبا،و كانت همتك إلى تحصيل المنزلة في قلبه مصروفة،و لا ينال ذلك إلا بهدم الدين فلا ينبغي أن يطمع طالب المال و الجاه و محب المدح و مبغض الذم في سلامة دينه،فإن ذلك بعيد جدا

بيان
اختلاف أحوال الناس في المدح و الذم

اعلم أن للناس أربعة أحوال بالإضافة إلى الذام و المادح

الحالة الأولى:أن يفرح بالمدح

،و يشكر المادح،و يغضب من الذم،و يحقد على الذام،و يكافئه أو يحب مكافأته.و هذا حال أكثر الخلق،و هو غاية درجات المعصية في هذا الباب

الحالة الثانية:أن يمتعض في الباطن على الذام

،و لكن يمسك لسانه و جوارحه عن مكافأته،و يفرح باطنه و يرتاح للمادح،و لكن يحفظ ظاهره عن إظهار السرور.

و هذا من النقصان،إلا أنه بالإضافة إلى ما قبله كمال

الحالة الثالثة:و هي أول درجات الكمال،أن يستوي عنده ذامه و مادحه

،فلا تغمه المذمة،و لا تسره المدحة.و هذا قد يظنه بعض العبّاد بنفسه ،و يكون مغرورا إن لم يمتحن نفسه،بعلاماته.و علاماته أن لا يجد في نفسه استثقالا للذام عند تطويله الجلوس عنده، أكثر مما يجده في المادح.و أن لا يجد في نفسه زيادة هزة و نشاط في قضاء حوائج المادح، فوق ما يجده في قضاء حاجة الذام.و أن لا يكون انقطاع الذام عن مجلسه،أهون عليه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست