responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 50

به وقت مخصوص من المطالع ،و تقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر و الفحش المخالف للشرع،و يتوصل بسببها إلى الاستعانة بالشياطين،و يحصل من مجموع ذلك ،بحكم إجراء اللّٰه تعالى العادة،أحوال غريبة في الشخص المسحور.و معرفة هذه الأسباب من حيث إنها معرفة ليست بمذمومة ،و لكنها ليست تصلح إلا للإضرار بالخلق،و الوسيلة إلى الشرّ شرّ،فكان ذلك هو السبب في كونه علما مذموما،بل من اتبع وليا من أولياء اللّٰه ليقتله و قد اختفى منه في موضع حريز إذا سأل الظالم عن محله لم يجز تنبيهه عليه،بل وجب الكذب فيه ،و ذكر موضعه إرشاد و إفادة علم بالشيء على ما هو عليه،و لكنه مذموم لأدائه إلى الضرر

الثاني-أن يكون مضرا بصاحبه في غالب الأمر

كعلم النجوم،فإنه في نفسه غير مذموم لذاته،إذ هو قسمان :قسم حسابي،و قد نطق القرءان بأن مسير الشمس و القمر محسوب، إذ قال عزّ و جل: (الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبٰانٍ) و قال عزّ و جل: (وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ حَتّٰى عٰادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) .و الثاني الأحكام،و حاصله يرجع إلى الاستدلال على الحوادث بالأسباب، و هو يضاهي استدلال الطبيب بالنبض على ما سيحدث من المرض،و هو معرفة لمجاري سنة اللّٰه تعالى و عادته في خلقه،و لكن قد ذمّه الشرع

قال صلّى اللّٰه عليه و سلم[1] «إذا ذكر القدر فأمسكوا،و إذا ذكرت النّجوم فأمسكوا،و إذا ذكر أصحابي فأمسكوا».

و قال صلى اللّٰه عليه و سلم[2] «أخاف على أمّتى بعدي ثلاثا:حيف الأئمّة،و الإيمان بالنّجوم،و التّكذيب بالقدر» و قال عمر بن الخطاب رضى اللّٰه عنه:تعلموا من النّجوم ما تهتدون به في البرّ و البحر ثم أمسكوا .و إنما زجر عنه من ثلاثة أوجه:(أحدها)أنه مضر بأكثر الخلق ،فإنه إذا ألقي إليهم أن هذه الآثار تحدث عقيب سير الكواكب وقع في نفوسهم أن الكواكب هي المؤثرة،و أنها الآلهة المدبرة،لأنها جواهر شريفة سماوية،و يعظم وقعها في القلوب،فيبقى القلب ملتفتا إليها،و يرى الخير و الشرّ محذورا أو مرجوّا من جهتها،و ينمحى ذكر اللّٰه سبحانه عن القلب.فان الضعيف يقصر نظره على الوسائط،و العالم الراسخ هو الذي يطلع على أن الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره سبحانه و تعالى .و مثال نظر الضعيف إلى

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست