responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 95

[الحق المخلوق به]

الحق هويته الحق اسمه خلق هو المخلوق به خلق كل شيء حقه أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ وَ مٰا خَلَقْنَا السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا إِلاّٰ بِالْحَقِّ وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْنٰاهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ إِنّٰا أَرْسَلْنٰاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ الحق طلب الحقوق فبالحق يطلب الحق فَمٰا ذٰا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاٰلُ فَأَنّٰى تُصْرَفُونَ

[الحق الوجود و الضلال في النسبة]

فالحق الوجود و الضلال الحيرة في النسبة فالحق المنزل و الحق التنزيل و الحق المنزل و الحق من اللّٰه من حيث هو ربنا و من صرف عن الحق إلى أين يذهب فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ أصحاب العلامات و الدلائل

[المعطى الآخذ و الآخذ المعطى]

فالحق المسئول عنه في هذا السؤال هو المقتضي الذي يقتضي من الموحدين لما ذكرناه فسمي حقا لوجوب وجوده لنفسه فاقتضاؤه إنما اقتضى من نفسه فإنه إنما اقتضاه من الظاهر في مظهره و هويته هي الظاهرة في المظهر الذي به كانت رتبة الربوبية فما اقتضى إلا منه و ما كان المقتضي إلا هو و الذي اقتضى هو حق و هو عين الحق فإن أعطى فهو الآخذ و إن أخذ فهو المعطي فمن عرفه عرف الحق

(السؤال التاسع و الثمانون)و ما ذا بدؤه

الجواب الضمير يعود على الحق و بدؤه من الاسم الأول الذي تسمى الحق به قال تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فسمى لنا نفسه أولا فبدؤه أولية الحق و هي نسبة لأن مرجع الموجودات في وجودها إلى الحق فلا بد أن تكون نسبة الأولية له فبدؤه نسبة الأولية له و نسبة الأولية له لا تكون إلا في المظاهر

[الذات الأزلية لا توصف بالأولية]

فظهوره في العقل الأول الذي هو القلم الأعلى و هو أول ما خلق اللّٰه فهو الأول من حيث ذلك المظهر لأنه أول الموجودات عنه فالذات الأزلية لا توصف بالأولية و إنما يوصف بها اللّٰه تعالى قال اللّٰه تعالى سَبَّحَ لِلّٰهِ فهو المسبح مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ من حيث أعيانهم وَ هُوَ الْعَزِيزُ المنيع الحمى من هويته اَلْحَكِيمُ بمن ينبغي أن يسبح له الضمير يعود على اللّٰه من لَهُ مُلْكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و لهذا يسبحه أهلهما لأنهم مقهورون محصورون في قبضة السموات و الأرض يُحْيِي وَ يُمِيتُ يحيي العين و يميت الوصف فالعين لها الدوام من حيث حييت و الصفات تتوالى عليها فيميت الصفة بزوالها عن هذه العين و يأتي بأخرى وَ هُوَ الضمير يعود على اللّٰه عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أي شيئية الأعيان الثابتة يقول إنها تحت الاقتدار الإلهي هُوَ الْأَوَّلُ الضمير يعود على اللّٰه من لله و الأول خبر الضمير الذي هو المبتدأ و هو في موضع الصفة لله و مسمى اللّٰه إنما هو من حيث المرتبة و أول مظهر ظهر القلم الإلهي و هو العقل الأول و العين ما كانت مظهرا إلا بظهور الحق فيها فهي أول و الكلام في الظاهر في المظهر لأن به يتميز

[الأول هو اللّٰه و العقل حجاب عليه]

فالأول هو اللّٰه و العقل حجاب عليه و مجن تتوالى الصفات عليه و لما كانت الأعيان كلها من كونها مظاهر نسبتها إلى الألوهية نسبة واحدة من حيث ما هي مظاهر تسمى بالآخر فهو الآخر آخرية الأجناس لا آخرية الأشخاص و هو الأول بأولية الأجناس و أولية الأشخاص لأنه ما أوجد إلا عينا واحدة و هو القلم أو العقل كيفما شئت سميته و لما كان العالم له الظهور و البطون من حيث ما هو مظاهر كان هو سبحانه الظاهر لنسبة ما ظهر منه و الباطن لنسبة ما بطن منه وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ شيئية الأعيان و شيئية الوجود من حيث أجناسه و أنواعه و أشخاصه فقد تبين أن بدأه عين وجود العقل الأول

قال النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أول ما خلق اللّٰه العقل و هو الحق الذي خالق به السموات و الأرض و قد مشى معنا هذا في سؤاله في العدل في السؤال الثامن و العشرين من هذه السؤالات

(السؤال التسعون)أي شيء فعله في الخلق

الجواب إن كان قوله في الخلق من كونهم مقدرين فالإيجاد و هو حال الفعل و إن كان قوله في الخلق من كونهم موجودين فحال الفناء

[الإنسان مخلوق على الصورة]

و ذلك أن اللّٰه تعالى قال للإنسان أَ وَ لاٰ يَذْكُرُ الْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ قَبْلُ أي قدرناه وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً نبهه على أصله فأنعم عليه بشيئية الوجود و هو عين وجود الظاهر فيه و إنما خاطب الإنسان وحده لأنه المعتبر الذي وجد العالم من أجله و إلا فكل ممكن بهذه المنزلة هذا الذي تعطيه نشأته لكونه مخلوقا على الصورة الإلهية و أنه مجموع حقائق العالم كله فإذا خاطبه فقد خاطب العالم كله و خاطب أسماءه كلها و أما الوجه الآخر الذي ينبغي أيضا أن يقال و هو دون هذا في كونه مقصودا بالخطاب و ذلك أنه ما ادعى أحد الألوهية سواه من جميع المخلوقات و أعصى الخلائق إبليس و غاية جهله إنه رأى نفسه خيرا من آدم لكونه من نار لاعتقاده أنه أفضل العناصر و غاية معصيته أنه أمر بالسجود لآدم فتكبر في نفسه عن السجود لآدم لما ذكرناه و أبى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست