responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 94

الظاهر فيها فالأحدية من ظهورها و العدد من أعيانها

[و إن تعدد المظاهر فما تعدد الظاهر]

فيقتضي الحق من الموحدين الذين وصفوا بصفة التوحيد أن يوحدوه من حيث هويته و إن تعددت المظاهر فما تعدد الظاهر فلا يرون شيئا إلا كان هو المرئي و الرائي و لا يطلبون شيئا إلا كان هو الطالب و الطلب و المطلوب و لا يسمعون شيئا إلا كان هو السامع و السمع و المسموع فلا تزاحم فلا منازعة فإن النزاع لا يحمله إلا التضاد و هو المماثل و المنافر و هو عين المماثل هنا إذ قد يكون الضدان ما ليس بمثلين بخلاف المخالف فإن حكم المخالف لا يقع منه مزاحمة و لا منازعة

[خلق اللّٰه للتفاحة تحمل اللون و الطعم و الرائحة و لا مزاحمة في الجوهر]

و لهذا نفى الحق أن تضرب له الأمثال لأنها أضداد تنافي حقيقة ما ينبغي له و لا ينافيه ما سمي به حيث نفى التشبيه فقال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ خلق اللّٰه التفاحة تحمل اللون و الطعم و الرائحة و لا مزاحمة في الجوهر الذي لا ينقسم و يستحيل وجود لونين أو طعمين أو ريحين في ذلك الجزء الذي لا ينقسم فلا يصح إلهان لأنهما مثلان و يصح وجود جميع الأسماء للعين الواحدة لأنها خلاف و الخلاف قابل للاجتماع بخلاف المماثل فإذا استحال الاجتماع فلحكم الضدية لا لحكم الخلاف إذ الاجتماع لا يناقض الخلاف فكل اجتماع يطلب الخلاف و ما كل خلاف يطلب الاجتماع

[ما يقتضيه الحق من الموحدين عدم المزاحمة ليبقى الرب ربا و العبد عبدا]

و إنما يقتضي الحق من الموحدين عدم المزاحمة ليبقى الرب ربا و العبد عبدا فلا يزاحم الرب العبد في عبوديته و لا يزاحم العبد الرب في ربوبيته مع وجود عين الرب و العبد فالموحد لا يتخلق بالأسماء الإلهية فإن قلت فيلزم أن لا يقبل ما جاء من الحق من اتصافه بأوصاف المحدثات من معية و نزول و استواء و ضحك فهذه أوصاف العباد و قد قلت أن لا مزاحمة فهذه ربوبية زاحمت عبودية قلنا ليس الأمر كما زعمت ليس ما ذكرت من أوصاف العبودية و إنما ذلك من أوصاف الربوبية من حيث ظهورها في المظاهر لا من حيث هويتها فالعبد عبد على أصله و الربوبية ربوبية على أصلها و الهوية هوية على أصلها فإن قلت فالربوبية ما هي عين الهوية قلنا الربوبية نسبة هوية إلى عين و الهوية لنفسها لا تقتضي نسبة و إنما ثبوت الأعيان طلبت النسب من هذه الهوية فهو المعبر عنها بالربوبية

[النقطة المفروضة في الخط]

فاقتضى الحق من الموحدين أن يوحدوا كل أمر لترتفع المزاحمة فيزول النزاع فيصح الدوام للعالم فيتعين عند ذلك ما معنى الأزل بمعقولية الأبد و هو قولك لا يزال فلو لا النقطة المفروضة في الخط التي تشبه الآن ما فرق بين الأزل و الأبد كما لا نفرق بين الماضي و المستقبل بانعدام الآن من الزمان إلا إن النقطة هي الربوبية ففرقت بين الهوية و الأعيان و هو المسمى المظاهر إلا إن النقطة أنت فتميز هو و أنا بأنت فإذا علمت هذا فأنت موحد

[أعط الحق ما يقتضيه منك إذا اقتضاه]

فأعط الحق ما يقتضيه منك إذا اقتضاه فإن قال لك أ ليس قد تبين لك في المرتبة الأخرى أنه ما ثم إلا اللّٰه و بينت في ذلك ما بينت فلما ذا نزعت هنا هذا المنزع قلنا لأنك سميت نفسك مقتضيا منا من كوننا موحدين أمرا ما لا يقتضي أنت ما يعطيك نحن نحن ما أعطيناك إنما أعطينا للمقتضي فلا تكلمنا بغير لغتنا إذ أنت القائل وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ يكون المقتضي في هذا الفصل مشهودنا و يخاطبنا اسم آخر ليس مشهودنا هذا خطاب ابتلاء و تمحيص

(السؤال الثامن و الثمانون)عن الحق المقتضي ما الحق

الجواب سمي الحق حقا لاقتضائه من عباده من حيث أعيانهم و من حيث كونهم مظاهر ما يستحق إذ لا يطلب الحق إلا بالحق و هو العلم الحاصل بعد العين و هو ما يجب على المقتضي منه ما يعطيه إذا طلبه منه كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أي أوجبها فصارت حقا عليه قال وَ كٰانَ حَقًّا عَلَيْنٰا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ فهو الحق لا غيره و هو المستحق و المحق و هو الذي تجب عليه الحقوق من حيث إيجابه لا من حيث ذاته

[الأعيان مظاهر ظهر الحق فيها]

فالأعيان لو لا ما تستحق أن تكون مظاهر ما ظهر الحق فيها و لم يكن حكيما لما كان يلزم من الخلل في ذلك و لو لم تكن الهوية تستحق الظهور في هذه المظاهر العينية لظهور سلطان الربوبية ما ظهرت في هذه الأعيان لأن الشيء لا يظهر في نفسه لنفسه فلا بد من عين يظهر فيها لها فيشهد نفسه في المظهر فيسمى مشهودا و شاهدا فإن الأعيان لا تستحق و لهذا قال كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ و لم يقل إن الأعيان تستحق الرحمة فالأعيان ليس لها استحقاق إلا أن تكون مظاهر خاصة

[عين الحق أعيان الخليقة]



فقل للحق إن الحق ما هو سواه فهو حق في الحقيقة
فلم أنظر بعيني غير عيني فعين الحق أعيان الخليقة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست