responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 89

(السؤال التاسع و السبعون)بأي شيء يختمه حتى يناوله مفاتيح الكرم

الجواب يختمه بالعبودية و هو انتسابه إلى العبودة كما قررنا و هي الدرجة الثانية فإن هذا المقام ما هو سوى درجتين درجة العبودة و هي العظمى المقدمة و درجة العبودية و هي الختام لأنه ما أمر بما يقتضيه أمر العبودة إلا بعد وجوده فأمر و نهي بوساطة هذا التركيب فأطاع و عصى و أناب و آمن و كفر و وحد و أشرك و صدق و كذب و لما و في حق الدرجة الثانية بما تستحقه العبودية من امتثال أوامر سيده و نواهيه ناوله مفاتح الكرم برد ما قدم إليه

(السؤال الثمانون)ما مفاتيح الكرم

الجواب سؤالات السائلين منا و منه و بنا و به

[السؤال الذي هو منا و بنا]

فأما منا و بنا فسؤال ذاتي لا يمكن الانفكاك عنه و صورة مفتاح الكرم في مثل هذا وقوفك على علمه بأنه بهذه المثابة و غيرك ممن هو مثلك بجهله و لا يعرفه فتكرم عليك بأن عرفك كيف أنت و ما تستحقه ذاتك أن توفي به بما لا يمكن انفكاكها عنه

[و السؤال الذي هو منه و به]

و أما منه و به فإن سؤال السائل بما هو عارض له أي عرض له ذلك بعد تكوينه و ذلك أنه لما كان مظهرا للحق و كان الحق منه هو الظاهر فسأل من جعله مظهرا بلسان الظاهر فيه فهذا سؤال عارض عرض له بعد أن لم يكن فعبر عن مثل هذا السؤال بمفتاح الكرم أي من كرم اللّٰه تعالى إن سأل نفسه بنفسه و أضاف ذلك إلى عبده فهو بمنزلة ما هو الأمر عليه بأنه يخلق في عباده طاعته و يثني عليهم بأنهم أطاعوا اللّٰه و رسوله و ما بأيديهم من الطاعة شيء غير أنهم محل لها

[اجتماع إبليس بحمد ص]

سأل إبليس الاجتماع بمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم فلما أذن له قيل له أصدقه و حفت به الملائكة و هو في مقام الصغار و الذلة بين يدي محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فقال له يا محمد إن اللّٰه خلقك للهداية و ما بيدك من الهداية شيء و خلقني للغواية و ما بيدي من الغواية شيء فصدقه

[ما يفتح به من العطايا الإلهية]

قال تعالى إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ و قال فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا و قال كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ و قال مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا ثم أثنى مع هذا عليهم فقال اَلتّٰائِبُونَ الْعٰابِدُونَ الْحٰامِدُونَ السّٰائِحُونَ الرّٰاكِعُونَ السّٰاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّٰاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ يا ليت شعري و من خلق التوبة فيهم و العبادة و الحمد و السياحة و الركوع و السجود و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الحفظ لحدود اللّٰه إلا اللّٰه فمن كرمه أنه أثنى عليهم بخلق هذه الصفات و الأفعال فيهم و منهم ثم أثنى عليهم بأن أضاف ذلك كله إليهم إذ كانوا محلا لهذه الصفات المحمودة شرعا أ ليس هذا كله مفاتيح الكرم فإنه يفتح بها من العطايا الإلهية

ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر

[الأعمال التي هي عين مفاتيح الكرم]

قال تعالى تَتَجٰافىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ يا ليت شعري و من أقامهم من المضاجع حين نوم غيرهم إلا هو يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً يا ليت شعري و من أنطق ألسنتهم بالدعاء و من خوفهم و طمعهم إلا هو أ ترى ذلك من نفوسهم لا و اللّٰه إلا من مفاتيح كرمه فتح بها عليهم وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ يُنْفِقُونَ فمما رزقهم التجافي عن المضاجع و عن دار الغرور و مما رزقهم الدعاء و الابتهال و مما رزقهم الخوف منه و الطمع فيه فأنفقوا ذلك كله عليه فقبله منهم فَلاٰ تَعْلَمُ نَفْسٌ عالمة مٰا أُخْفِيَ لَهُمْ أي لهؤلاء الذين هم بهذه المثابة مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزٰاءً بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ فكانت هذه الأعمال عين مفاتيح الكرم لمشاهدة ما أخفي لهم فيهم و في هذه الأعمال من قرة أعين فكلما هو في خزائن الكرم فإن مفاتيحه تتضمنه فهو فيها مجمل و هو في الخزائن مفصل فإذا فتح بالأعمال تميزت الرتب و عرفت النسب و جاءت كل حقيقة تطلب حقها و كل علم يطلب معلومه

(السؤال الحادي و الثمانون)على من توزع عطايا ربنا

الجواب على من حسن السيرة من الولاة

[الولاية العامة تولية القلب على القوى المعنوية و الحسية]

و كل شخص وال بالولاية العامة و هي تولية القلب على القوي المعنوية و الحسية في نفسه و الولاية كل من له ولاية خارجة عن نفسه من أهل و ولد و مملوك و ملك فتوزع العطايا على قدر الولاية و قدر ما عاملهم به من حسن السيرة فيهم فإن كان الوالي من العلماء بالله الذين يكون الحق سمعهم و بصرهم فليس له حظ في هذه العطايا فإنها عطايا غني لفقراء و إنما يعطي من هذه صفته عطاء غني لغني ظاهر في مظهر فقير لما أعطى عن فقر ذاتي فأخذ هذا المعطى له من الاسم اللّٰه لا من الاسم الرب فما أعظم الغفلة على قلوب العباد هيهات متى تبلغ البشر درجة من لا يوصف بالغفلة و هم الملأ الأعلى الذين يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ لاٰ يَفْتُرُونَ في غير ليل و لا نهار يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ وَ هُمْ لاٰ يَسْأَمُونَ و كفى بالبشرية نقصا

[العطايا تختلف باختلاف المستحقين]

و اعلم أن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست