responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 88

و سلم و بين ذلك النبي و الحظوظ محصورة من حيث الأعمال في تسعة و سبعين و قد يكون للنبي من ذلك أمر واحد و لآخر أمران و لآخر عشر العدد و تسعه و ثمنه و أقل من ذلك و أكثر و المجموع لا يكون إلا لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لهذا لم يبعث بعثا عاما سوى محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و ما سواه فبعثه خاص لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً

(السؤال السادس و السبعون)ما لواء الحمد

الجواب لواء الحمد هو حمد الحمد و هو أتم المحامد و أسناها و أعلاها مرتبة

[اللواء علامة على مرتبة الملك و وجود الملك]

لما كان اللواء يجتمع إليه الناس لأنه علامة على مرتبة الملك و وجود الملك كذلك حمد المحامد تجتمع إليه المحامد كلها فإنه الحمد الصحيح الذي لا يدخله احتمال و لا يدخل فيه شك و لا ريب إنه حمد لأنه لذاته يدل فهو لواء في نفسه أ لا ترى لو قلت في شخص إنه كريم أو يقول عن نفسه ذلك الشخص إنه كريم يمكن أن يصدق هذا الثناء و يمكن أن لا يصدق فإذا وجد العطاء من ذلك الشخص بطريق الامتنان و الإحسان شهد العطاء بذاته بكرم المعطي فلا يدخل في ذلك احتمال فهذا معنى حمد الحمد فهو المعبر عنه بلواء الحمد و سمي لواء لأنه يلتوي على جميع المحامد فلا يخرج عنه حمد لأن به يقع الحمد من كل حامد و هو عاقبة العاقبة فافهم و لما كان يجمع ألوان المحامد كلها لهذا عم ظله جميع الحامدين

[آدم فمن دونه تحت لواء محمد ص]

قال صلى اللّٰه عليه و سلم آدم فمن دونه تحت لوائي و إنما قال فمن دونه لأن الحمد لا يكون إلا بالأسماء و آدم عالم بجميع الأسماء كلها فلم يبق إلا أن يكون من هناك تحته و دونه في الرتبة لأنه لا بد أن يكون مثنيا باسم ما من تلك الأسماء و لما كانت الدولة في الآخرة لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم المؤتي جوامع الكلم و هو الأصل فإنه صلى اللّٰه عليه و سلم أعلم بمقامه فعلمه و آدم بين الماء و الطين لم يكن بعد فكان آدم لما علمه اللّٰه الأسماء في المقام الثاني من مقام محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فكان قد تقدم لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم علمه بجوامع الكلم و الأسماء كلها من الكلم و لم تكن في الظاهر لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم عين فتظهر بالأسماء لأنه صاحبها فظهر ذلك في أول موجود من البشر و هو آدم فكان هو صاحب اللواء في الملائكة بحكم النيابة عن محمد صلى اللّٰه عليه و سلم لأنه تقدم عليه بوجود الطينة فمتى ظهر محمد صلى اللّٰه عليه و سلم كان أحق بولايته و لوائه فيأخذ اللواء من آدم يوم القيامة بحكم الأصالة فيكون آدم فمن دونه تخت لوائه و قد كانت الملائكة تحت ذلك اللواء في زمان آدم فهم في الآخرة تحته فتظهر في هذه المرتبة خلافة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم على الجميع

(السؤال السابع و السبعون)بأي شيء يثنى على ربه حتى يستوجب لواء الحمد

الجواب بالقرآن و هو الجامع للمحامد كلها و لهذا سمي قرآنا أي جامعا و هو قوله اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ «ملك» مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

[الحمد العرفي العقلي و الحمد الشرعي]

و ما أنزلت على أحد قبله و لا ينبغي أن تنزل الأعلى من له هذا المقام فإنه سبحانه لا ينبغي أن يحمد إلا بما يشرع أن يحمد به من حيث ما شرعه لا من حيث ما تطلبه الصفة الحمدية من الكمال فذلك هو الثناء الإلهي و لو حمد بما تعطيه الصفة لكان حمدا عرفيا عقليا و لا ينبغي مثل هذا الحمد لجلاله

(السؤال الثامن و السبعون)ما ذا يقدم إلى ربه من العبودية

الجواب العبودة و هو انتساب العبد إليه ثم بعد ذلك تكون العبودية و هو انتسابه إلى المظهر الإلهي

[امتثال العبد من عينيته و مخالفته من مظهريته]

فبالعبودة يمتثل الأمر دون مخالفة و هو إذا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ من غير تردد فإنه ما ثم إلا العين الثابتة القابلة بذاتها للتكوين فإذا حصلت مظهرا و قيل لها افعل أو لا تفعل فإن خالفت فمن كونها مظهرا و إن امتثلت و لم تتوقف فمن حيث عينها إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

[بعبودية العبودة يتقدم محمد ص إلى اللّٰه يوم القيامة]

فبهذه العبودية يتقدم إلى اللّٰه في ذلك اليوم أ لا تراه يسجد من غير أن يؤمر بالسجود لكن السجود في ذلك اليوم هو المأمور بالتكوين و لم يكن له محل الأعين محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فتكون السجود في ذاته لأمر الحق له بتكوينه فسجد به محمد صلى اللّٰه عليه و سلم من غير أمر إلهي ورد عليه بالسجود فيقال له ارفع رأسك سل تعطه و اشفع تشفع ثم بعد ذلك في موطن آخر يؤمر الخلق بالسجود ليتميز المخلص من غير المخلص فذلك سجود العبودية

[العارفون بالله يعبدون ربهم من حيث العبودة]

فالعارفون بالله في هذه الدار يعبدون ربهم من حيث العبودة فما لهم نسبة إلا إليه سبحانه و من سواهم فإنهم ينسبون إلى العبودية فيقال قد قاموا بين يديه في مقام العبودية فهذا الذي يقدمه من العبودية إلى ربه و كل محقق بهذه المثابة يوم القيامة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست