responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 90

العطايا تختلف باختلاف المستحقين فمنهم من يكون عطاؤه هو و منهم من يكون عطاؤه معرفته بنفسه و منهم من يكون عطاؤه ما هو منه فإن كان المستحق يقول بالاستحقاق الذاتي فلا يلزمه إلا شكر إيجاد العين حيث كان مظهرا له جل و تعالى و إن كان يقول بالاستحقاق العرضي و هو يرى أنه تعالى جعل له استحقاقا فهذا يتضاعف عليه الشكر فإنه دون الأول في المرتبة و إن كان المستحق يرى الاستحقاق للظاهر في مظهر ما من حيث ما هو ظاهر لذلك المظهر و لا يرى أن عينه تستحق شيئا فهذا لا يجب عليه شكر إلا إن أوجبه على نفسه كإيجاب الحق على نفسه في مثل قوله كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فتتوزع العطايا على مقادير من توزع عليهم في العلم و العمل و الحال و الزمان و المكان و القصد و ملازمة العمل و مغبته قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنٰاسٍ مَشْرَبَهُمْ قال فرعون لموسى و هارون فَمَنْ رَبُّكُمٰا يٰا مُوسىٰ قٰالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ و هو الذي يستحقه فالرب هو القاسم العطايا

(السؤال الثاني و الثمانون)كم أجزاء النبوة

الجواب أجزاء النبوة على قدر آي الكتب المنزلة و الصحف و الأخبار الإلهية من العدد الموضوع في العالم من آدم إلى آخر نبي يموت مما وصل إلينا و مما لم يصل على أن القرآن يجمع ذلك كله

فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم يقول فيمن حفظ القرآن إن النبوة أدرجت بين جنبيه فهي و إن كانت مجموعة في القرآن فهي مفصلة معينة في آي الكتب المنزلة مفسرة في الصحف متميزة في الأخبار الإلهية الخارجة عن قبيل الصحف و الكتب و يجمع النبوة كلها أم الكتاب و مفاتحها بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

[كلمات اللّٰه لا تنقطع و هي الغذاء العام لجميع الموجودات]

فالنبوة سارية إلى يوم القيامة في الخلق و إن كان التشريع قد انقطع فالتشريع جزء من أجزاء النبوة فإنه يستحيل أن ينقطع خبر اللّٰه و أخباره من العالم إذ لو انقطع لم يبق للعالم غذاء يتغذى به في بقاء وجوده قُلْ لَوْ كٰانَ الْبَحْرُ مِدٰاداً لِكَلِمٰاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمٰاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنٰا بِمِثْلِهِ مَدَداً و لَوْ أَنَّ مٰا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاٰمٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اللّٰهِ و قد أخبر اللّٰه أنه ما من شيء يريد إيجاده إلا يقول له كن فهذه كلمات اللّٰه لا تنقطع و هي الغذاء العالم لجميع الموجودات فهذا جزء واحد من أجزاء النبوة لا ينفد فأين أنت من باقي الأجزاء التي لها

(السؤال الثالث و الثمانون)ما النبوة

الجواب النبوة منزلة يعينها رفيع الدرجات ذو العرش ينزلها العبد بأخلاق صالحة و أعمال مشكورة حسنة في العامة تعرفها القلوب و لا تنكرها النفوس و تدل عليها العقول و توافق الأغراض و تزيل الأمراض فإذا وصلوا إلى هذه المنزلة فتلك منزلة الإنباء الإلهي المطلق لكل من حصل في تلك المنزلة من رفيع الدرجات ذي العرش

[نبوة التشريع]

فإن نظر الحق من هذا الواصل إلى تلك المنزلة نظر استنابة و خلافة ألقى الروح بالأنباء من أمره على قلب ذلك الخليفة المعتنى به فتلك نبوة التشريع قال تعالى وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا و قال يُنَزِّلُ الْمَلاٰئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ فهي عامة لأن من نكرة أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاتَّقُونِ نبوة خاصة نبوة تشريع يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ مثل ذلك لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاٰقِ يَوْمَ هُمْ بٰارِزُونَ نبوة تشريع لا نبوة عموم نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ فالإنذار مقرون أبدا بنبوة التشريع و لهذه النبوة هي تلك الأجزاء التي سأل عنها و التي وردت في الأخبار

[النبوة العامة]

و أما النبوة العامة فاجزاؤها لا تنحصر و لا يضبطها عدد فإنها غير مؤقتة لها الاستمرار دائما دنيا و آخرة و هذه مسألة أغفلها أهل طريقنا فلا أدري عن قصد منهم كان ذلك أو لم يوقفهم اللّٰه عليها أو ذكروها و ما وصل ذلك الذكر إلينا و اللّٰه أعلم بما هو الأمر عليه و لقد حدثني أبو البدر التماشكي البغدادي رحمه اللّٰه عن الشيخ بشير من ساداتنا بباب الأزج عن إمام العصر عبد القادر أنه قال معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب و أوتينا ما لم تؤتوا فأما قوله أوتيتم اللقب أي حجر علينا إطلاق لفظ النبي و إن كانت النبوة العامة سارية في أكابر الرجال و أما قوله و أوتينا ما لم تؤتوا هو معنى قول الخضر الذي شهد اللّٰه تعالى بعدالته و تقدمه في العلم و أتعب الكليم المصطفى المقرب موسى عليه السلام في طلبه مع العلم بأن العلماء يرون أن موسى أفضل من الخضر

فقال له يا موسى أنا على علم علمنيه اللّٰه لا تعلمه أنت فهذا عين معنى قوله أوتينا ما لم تؤتوا و إن أراد رضي اللّٰه عنه بالأنبياء

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست