responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 82

الواحدة من البصر نعم من أحكام المرئيات من حيث الرائي إلى الفلك الأطلس جميع ما يحوي عليه ما أدركه البصر في تلك اللمحة من الذوات و الأعراض القائمة بها من الأكوان و الألوان و في العبادات كل مصل و الخلق كله مصل من حيث دعي يناجي ربه في الآن الواحد كذلك أمره في الوقوف مع كون ذلك بالمقدار الزماني خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ من أيام الدنيا و هو يوم ذي المعارج و يوم الرب من يوم ذي المعارج مثل نصف خمس الخمس

[أمر اللّٰه في الأيام و ان اختلفت مقاديرها مثل لمح البصر]

فالأيام و إن اختلفت مقاديرها وعدها اليوم الشمسي فإن أمر اللّٰه فيها مثل لمح البصر للافهام و التوصيل و ربما هو في القلة أقل من هذا المقدار بل مقداره الزمان الفرد المتوهم الذي هو يوم الشأن فالشأن بالنظر إلى الحق واحد منه و بالنظر إلى قوابل العالم كله شئون لو لا الوجود حصرها لقلنا إنها لا نهاية لها فانظر الحكم الواحد من الحاكم كيف تعدد و عظم بحيث لا يمكن أن يحصره عدد من حيث العالم و إنما يحصيه من أَحٰاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً و أَحْصىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً

[الذي يصدر منه الأمر لا يتقيد]

فكما صارت الخمسون ألف سنة كيوم واحد و في يوم واحد كذلك صار أمره كَلَمْحِ الْبَصَرِ و سبب ذلك أن الذي يصدر منه الأمر لا يتقيد فهو في كل مأمور بحيث أمر فينفذ الأمر بحكمه دفعة واحدة و هذا إذا لم يبعد في المحدثات وجوده بهذه السعة فما ظنك بالأمر الحق فإن الهواء حكمه في كل شيء من العالم الطبيعي أسرع من لمح البصر و هو واحد كالإنسان الواحد و كذلك الروح الامري في العقول و في الأجسام الطبيعية فمثل هذا لا يستبعده إلا من لا علم له بالأمور و الحقائق و لا سيما و إن أعاد الضمير في سؤاله من أمره على الضمير المذكور في سورة القمر وَ مٰا أَمْرُنٰا إِلاّٰ وٰاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ و هو الذي أراد و اللّٰه أعلم مع أنه يسوغ أن يعود على الوقوف و على الخوض فإن الزمان الواحد يجمع الخائضين في خوضهم و اللّٰه الهادي من شاء إِلَى الْحَقِّ وَ إِلىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ

(السؤال الثاني و الستون)أمر الساعة كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ

الجواب سميت الساعة ساعة لأنها تسعى إلينا بقطع هذه الأزمان لا بقطع المسافات و بقطع الأنفاس فمن مات وصلت إليه ساعته و قامت قيامته إلى يوم الساعة الكبرى التي هي لساعات الأنفاس كالسنة لمجموع الأيام التي تعينها الفصول باختلاف أحكامها

[قدرة اللّٰه في الوجود الخيال]

فأمر الساعة و شأنها في العالم أقرب من لمح البصر فإن عين وصولها عين حكمها و عين حكمها عين نفوذ الحكم في المحكوم عليهم و عين نفوذه عين تمامه و عين تمامه عين عمارة الدارين فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ و لا يعرف هذا القرب إلا من عرف قدرة اللّٰه في وجود الخيال في العالم الطبيعي و ما يجده العالم به من الأمور الواسعة في النفس الفرد و الطرفة ثم يرى أثر ذلك في الحس بعين الخيال فيعرف هذا القرب و تضاعف السنين في الزمن القليل من زمان الحياة الدنيا و من وقف على حكاية الجوهري رأى عجبا و هو من هذا الباب

[حكاية الجوهري]

فإن قلت و ما حكاية الجوهري قلنا ذكر عن نفسه أنه خرج بالعجين من بيته إلى الفرن و كانت عليه جنابة فجاء إلى شط النيل ليغتسل فرأى و هو في الماء مثل ما يرى النائم كأنه في بغداد و قد تزوج و أقام مع المرأة ست سنين و أولدها أولادا غاب عني عددهم ثم رد إلى نفسه و هو في الماء ففرغ من غسله و خرج و لبس ثيابه و جاء إلى الفرن و أخذ الخبز و جاء إلى بيته و أخبر أهله بما أبصره في واقعته فلما كان بعد أشهر جاءت تلك المرأة التي رأى أنه تزوجها في الواقعة تسأل عن داره فلما اجتمعت به عرفها و عرف الأولاد و ما أنكرهم و قيل لها متى تزوج فقالت منذ ست سنين و هؤلاء أولاده مني فخرج في الحس ما وقع في الخيال

[من مسائل ذى النون المصري التي تخيلها العقول]

و هذه من مسائل ذي النون المصري الستة التي تحيلها العقول فلله قوى في العالم خلقها مختلفة الأحكام كاختلاف حكم العقل في العامة من حكم البصر من حكم السمع من حكم الطعم و غير ذلك من القوي التي في عامة الناس فاختص اللّٰه أولياءه بقوى لها مثل هذه الأحكام فلا ينكرها إلا جاهل بما ينبغي للجناب الإلهي من الاقتدار و في معراج رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ما فيه كفاية في هذا الباب مع بعد هذه المسافات التي قطعها في الزمان القليل

(السؤال الثالث و الستون)ما كلام اللّٰه تعالى لعامة أهل الوقوف

الجواب يقول لهم ما جئتم به فيقع في أسماع السامعين ذلك مختلفا باختلاف أحوالهم فتختلف أحوالهم بأسماعهم بل تختلف أسماعهم بحسب أحوالهم في الموقف و لا يحصل في سمع واحد منهم ما حصل في سمع الآخر و هو السؤال عن النفس الذي قبض فيه و لا يكون هذا الكلام

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست