responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 81

تخلص الأولياء إلى هذا النور الممتزج و الأكابر أحرقتهم أنوار السبحات و خواص الأكابر أحرقهم نور البصر

[علم الأولياء علم الصفات الذاتية منسوبة إلى الحق]

فالأولياء لا يتجاوز علمهم الصفات الذاتية من حيث ما هي منسوبة إلى الحق الموصوف بها لا من حيث ما دلت عليها دلائل الآثار فهم يعرفون العالم من اللّٰه و يعرفون اللّٰه بالله و من دونهم يعرفون اللّٰه من العالم و أما العالم فلا يعرفه من نفسه إلا أكابر الرجال الذين لا يعرفون الأشياء أو المعلومات إلا من نفوسها و أعيانها فلا يتخذون دليلا على الشيء أو المعلوم سوى نفس ذلك المعلوم و ذلك لارتفاع المناسبات و لسريان الأحدية في كل معلوم فكما أنه لا مناسبة بين اللّٰه و بين خلقه كذلك لا مناسبة بين أعيان العالم و المظاهر فلا يعرفون شيئا بشيء و لا معلوما بمعلوم غيره و سائر الأولياء ما لهم هذه المرتبة

[لا يجتمع الدليل و المدلول و لا يعرف الشيء بغيره]

و كيف يعرف الشيء بغيره و لا يجتمع الدليل و المدلول فإن أحدهما إذا انتفى بوجود الآخر جهلت المناسبة المتخيلة فذلك المدلول إنما عرفته حين ظهر لك بنفسه و أما حين نظرك في الدليل على زعمك فلا علم لك إلا بذات الدليل لأن ذاته عرفتك بذاته لا بما جعلته دليلا عليه فإن المدلول في حين علمك بالدليل لست بعالم به فهذا الذي جعل أكابر الرجال لا يتخذون أمر الأمر و إنما يتخذون كل أمر لنفسه و عينه فيعلمون هؤلاء اللّٰه بالله و العالم بالعالم و الأسماء بالأسماء فلا فكر لهم في استنباط شيء كما لسائر الأولياء فلهم الشهود الدائم فأينية سائر الأولياء في الأدلة فلا يشهدون مدلولا أبدا و على هذا جرت أحكامهم

[أينية الأولياء في القيامة و يوم الزور الأعظم]

و أما أينيتهم في القيامة فهم الذين لا يخافون : و لاٰ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ لأنهم ما لهم تبع و هم في أنفسهم آمنون فتغبطهم الأنبياء في ذلك الموطن خاصة و أما أينيتهم في الكثيب يوم الزور الأعظم فلهم الكراسي عليها يقعدون و المنابر و الأسرة و المراتب لغيرهم و لكن من حيث هم رسل و أنبياء و مؤمنون

[الأكابر في العلم بالله لهم قوة على التحول]

و أما الأكابر في العلم بالله فإن لهم قوة على التحول في رقايق لتحول التجلي في الصور فيبعثون لكل تجل في صورة رقيقة صورية من ذواتهم تشاهد ما يشاهده أهل الجمع و هم في تلك الحال في قصورهم ينعمون في صور أجسامهم الطبيعية و مع اللّٰه من حيث كونه إحدى الذات بحقائقهم و في الكثيب عند الرؤية برقائقهم المعنوية التي أوجدوها لصور التجلي و من سواهم فحالهم إذا كانوا في الجنان لا يكونون في الكثيب و إذا كانوا في الكثيب لا يكونون في الجنان فتفقدهم جواريهم و ولدانهم و أكابر القوم لا يفقدهم شيء من ملكهم فهؤلاء بأيديهم ملكوت ملكهم

(السؤال الستون)ما خوض الوقوف

الجواب دخول بعضهم في بعض طلبا للتخلص مما هم فيه من شدة ذلك اليوم و كربه

[أصناف الخائضين في الوقوف]

فمنهم الخائض في طلب من يشفع له و منهم الخائض في طلب من يتكرم عليه لينقذه من هول ذلك اليوم و منهم الخائض في طلب من يشهد له و منهم الخائض في طلب الخصم لطلب القصاص و منهم الخائض ليختفي و يستتر من خصمائه و منهم الخائض ليستتر حياء من معارفه و على هذا كان يعمل شيخنا أبو عمران موسى بن عمران الميرتلي قلت له يوما لم تقلل من معارفك فقال ربما لا أكون هناك بذاك فاستحى من معارفي فإذا لم أر من أعرف هان على بعض الحال و منهم الخائض ليعرف بمنزلته لما هو فيه من المكانة عند ربه لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّٰارَ و أمثال هذا هو خوض الوقوف إذا تأملت

[الذين كانوا يخوضون في آيات اللّٰه مستهزءين]

و أما الطائفة التي كانت تخوض في آيات اللّٰه وَ كٰانُوا بِهٰا يَسْتَهْزِؤُنَ فإن اللّٰه يخوض بهم في غمرات أعمالهم كما كانوا في الدنيا فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ يكونون في الآخرة في خوضهم يحزنون إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كٰانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَ إِذٰا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغٰامَزُونَ وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلىٰ أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ وَ إِذٰا رَأَوْهُمْ قٰالُوا إِنَّ هٰؤُلاٰءِ لَضٰالُّونَ فهذا خوضهم في الدنيا وَ مٰا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حٰافِظِينَ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّٰارِ يَضْحَكُونَ الصورة بالصورة فهذا خوضهم في الوقوف قال تعالى يوصينا و يحذرنا ممن هذه صفته وَ إِذٰا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيٰاتِنٰا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ... حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إذا أقمتم معهم و هم بهذه المثابة و إن لم تخض معهم قال تعالى أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّٰهِ وٰاسِعَةً فَتُهٰاجِرُوا فِيهٰا يٰا عِبٰادِيَ(الَّذِينَ آمَنُوا)إِنَّ أَرْضِي وٰاسِعَةٌ فَإِيّٰايَ فَاعْبُدُونِ فهؤلاء في الوقوف يخاض بهم حيث يكرهون كما خاضوا هنا حيث يكره الحق منهم وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(السؤال الحادي و الستون)كيف صار أمره كَلَمْحِ الْبَصَرِ

الجواب الضمير في أمره يعود على الوقوف

[الكيفيات لانتقال و لكن تقال بضرب من التشبيه]

فاعلم أن الكيفيات لا تنقال و لكن تقال بضرب من التشبيه فإن أمره واحدة أي كلمة واحدة مثل لمح البصر فإن اللمحة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست