responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 83

إلا لأهل الوقوف خاصة الذين هم في هول ذلك اليوم و أما المتصرفون فيه كالأنبياء و الرسل و الدعاة إلى اللّٰه و كالمستريحين من أهل المنابر الذين لاٰ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ و كالمصونين في سرادقات الجلال خلف حجاب الأنس فهؤلاء كلهم و أمثالهم ما هم من أهل الوقوف فأهل الوقوف هم الذين ينتظرون حكم اللّٰه فيهم فيجيبونه عند هذا الكلام بما فهم كل واحد منهم

(السؤال الرابع و الستون)ما كلامه للموحدين

الجواب يقول لهم فيما ذا وحدتموني و بما ذا وحدتموني و ما الذي اقتضى لكم توحيدي

[انتفاء ادعاء التوحيد بأى وجه أو في أي وجه]

فإن كنتم وحدتموني في المظاهر فأنتم القائلون بالحلول و القائلون بالحلول غير موحدين لأنه أثبت أمرين حال و محل و إن كنتم وحدتموني في الذات دون الصفات و الأفعال فما وحدتموني فإن العقول لا تبلغ إليها و الخبر من عندي فما جاءكم بها و إن كنتم وحدتموني في الألوهة بما تحمله من الصفات الفعلية و الذاتية من كونها عينا واحدة مختلفة النسب فبما ذا وحدتموني هل بعقولكم أو بي و كيفما كان فما وحدتموني لأن وحدانيتي ما هي بتوحيد موحد لا بعقولكم و لا بى فإن توحيدكم إياي بي هو توحيدي لا توحيدكم و بعقولكم كيف يحكم علي بأمر من خلفته و نصبته

[اقتضاءات التوحيد]

و بعد أن ادعيتم توحيدي بأي وجه كان أو في أي وجه كان فما الذي اقتضى لكم توحيدي إن كان اقتضاه وجودكم فأنتم تحت حكم ما اقتضاه منكم فقد خرجتم عني فأين التوحيد و إن كان اقتضاه أمري فأمري ما هو غيري فعلى يدي من وصلكم إن رأيتموه مني فمن الذي رآه منكم و إن لم تروه مني فأين التوحيد يا أيها الموحدون كيف يصح لكم هذا المقام و أنتم المظاهر لعيني و أنا الظاهر و الظاهر يناقض الهوية فأين التوحيد لا توحيد في المعلومات فإن المعلومات أنا و أعيانكم و المحالات و النسب فلا توحيد في المعلومات فإن قلتم في الوجود فلا توحيد فإن الوجود عين كل موجود و اختلاف المظاهر يدل على اختلاف وجود الظاهر فنسبة عالم ما هي نسبة جاهل و لا نسبة متعلم فأين التوحيد و ما ثم إلا المعلومات أو الموجودات

[التوحيد لا يضاف و لا يضاف إليه]

فإن قلت لا معلوم و لا مجهول و لا موجود و لا معدوم و هو عين التوحيد قلنا بنفس ما علمت أن في تقسيم المعلومات من يقبل هذا الوصف فقد دخل تحت قسم المعلومات فأين التوحيد فيا أيها الموحدون استدركوا الغلط فما ثم إلا اللّٰه و الكثرة في ثم و ما هم سواه فأين التوحيد فإن قلتم التوحيد المطلوب في عين الكثرة قلنا فذلك توحيد الجمع فأين التوحيد فإن التوحيد لا يضاف و لا يضاف إليه استعدوا أيها الموحدون للجواب عن هذا الكلام إذا وقع السؤال فإن كان أهل الشرك لا يغفر لهم فبحقيقة ما نالوا ذلك لأنه لو غفر لهم ما قالوا بالشريك فشاهدوا الأمر على ما هو عليه فإن قلت فمن أين جاءهم الشقاء و هم بهذه المثابة و إن عدم المغفرة في حقهم ثناء عليهم قلنا لأنهم عينوا الشريك فأشقاهم توحيد التعيين فلو لم يعينوا لسعدوا و لكن هم أرجى من الموحدين لدرجة العلم جعلنا اللّٰه ممن وحده بتوحيد نفسه جل علاه

(السؤال الخامس و الستون)ما كلامه للرسل

الجواب ما قاله تعالى يَوْمَ يَجْمَعُ اللّٰهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ فأووا إلى لاٰ عِلْمَ لَنٰا فعلموا أنهم لما وجهوا دعوا إلى اللّٰه تعالى أممهم ظاهرا و باطنا بدعوة واحدة فلو كلفوا الظواهر لم يكن قولهم لاٰ عِلْمَ لَنٰا جوابا

[المقصود للشرع هو الباطن بشرط مخصوص]

و من هنا لم يصح جميع فروع أحكام الشريعة من المنافق لأنه ما أجاب بباطنه لدعوته مثل ما أجاب بظاهره و صحت فروع أحكام الشريعة من العاصي المؤمن بباطنه فعلمنا أن المقصود للشرع الباطن و لكن بشرط مخصوص و هو أن يعم الايمان جميع فروع الأحكام و أصولها فإن آمن ببعض و كفر ببعض فلا يعتبر مثل ذلك الايمان و هو الكافر حقا

[اعتقاد القربة و أنواعها]

فَيَقُولُ اللّٰه تعالى للرسل مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ إذا كان كلامه لهم في حق ما كلفهم من الدعوة إليه فإن أراد السائل ما كلامه للرسل فيما يختص بذواتهم من كونهم عبيدا مقربين فيكلمهم بما يكلم به المقربين من عباده فكلامه للرسل المقربين ممن اعتقدتم القربة هل اعتقدتم أن اقترابكم إلينا أو إلى سعادتكم أو إلى معرفة ذواتكم أو إلى معرفتي

[الاقتراب إلى الحق و تناقضاته]

فإن اعتقدتم اقترابكم إلينا فقد حددتموني و أنا لا حد لي و هذا اللسان الذي أذكره في هذا الفصل إنما هو كلام الحق لمن دعا إلى اللّٰه على بصيرة كما قال أَدْعُوا إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي فهذا لسان من اتبعه في دعوته إلى اللّٰه نيابة عنه فكأنه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يدعو إلى اللّٰه على بصيرة من حيث دعا الرسول لأنهم ورثة و إنما قلنا هذا لأن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست